الحسن ولد عالي يكتب /؟ الثامن والعشرين من نوفمبر: الذكرى المضمخة بدماء الشهداء ..!؟

سبت, 11/27/2021 - 21:48

تحل الذكرى ال 61 لعيد الاستقلال الوطني لهذا العام، وهي ذكرى ترمز لكثير من المعاني في وجدان الأمة الموريتانية؛ حيث سطّرت دماء شهداء المقاومة الأبرار معالم هذا الاستقلال الذي لم يكن ليتحقق لولا عزيمة المقاومة الباسلة التي أجهضت مخططات المستعمر الفرنسي الغاشم في جميع ربوع موريتانيا الحبيبة من ولاته في أقصى الشرق إلي وديان الخروب في الشمال..!؟

وما بين ولاته ووديان الخروب أديم لم يكن لينسى حين كان شيخ المجاهدين الأبطال الأمير بكار ولد أسويد أحمد يلفظ آخر أنفاسه الزكية مضمخ الجراح بيده الطاهرة بندقيته التي أذاقت العدو مرارة الاستقرار في ولاية تكانت الغالية؛ رغم ما حباه الله به من مجد تليد ورثه كابرا عن كابر ففضل أن يجاهد الأعداء الغزاة على كل العروض الدنيوية الفانية؛ ليكتب لنا مجدا ها نحن اليوم نعيشه في كل معانيه وتجلياته..!؟

لن تكون عبارات التقدير والوفاء بالعهد للمجاهدين الأبطال كافية مهما كان معينها؛ فذينك الشيخين؛فوددياكلي ومامدو الأمين في كوركل وكيدي ماغا؛ يتنفس المواطنين عبير حرية دفعوا أرواحهم ثمنا لها دون أن يستكينوا أو يهادنوا..!؟

وتبقى رمزية الشريف المجاهد الصالح سيدي ولد مولاي الزين حاضرة ما بقي شبر من أرض موريتانيا العزيزة؛ عندما سكت طويلا في مخطط كان حينها يشبه إلي حد بعيد الخيال؛ لينادي تلاميذته الأبرار في ولاية آدرار معلنا عن السير قدما في مخططه الجهادي في غزوة تجكجه المجيدة التي وضعت حدا للطاغية كبولاني 1905 على يده الشريفه ليقع بعد ذلك شهيدا؛ ومعه بعض أعوانه.

ويقود الحديث عن هؤلاء إلي صاحب الفتوة والشجاعة والإقدام؛ الأمير الذي فضل أن تبقى ذكراه محفورة في الذاكرة الجميعة وبطولاته تحكيها الأمهات للأطفال في شكل قصص جميلة تكاد تعانق خيال القصصين الواسع من جمالها؛ إنه الأمير الفتى سيد أحمد ولد أحمد العيده والشاهد هنا وديان الخروب وجبال آداراره الشامخة؛ ففضل أن يكون شهيدا دفاعا عن أرضه وعرضه..!؟

وإلي الترارزه حيث لا يقل الحديث عن مجاهد آخر لن يذكر المستعمر إلا وكان اسمه موجودا في رمزية طفحت بعبق الفروسية والشهامة والكبرياء؛ إنه الأمير البطل أحمد ولد الديد الذي كتب عبرات ستبقى خالدة عن مفهوم المقاومة والتضحية..!؟

وإلي روح الشيخ ماء العينين الزكية التي أبانت عن عظمة رجال الدين في بلادنا حين أغار في عديد المرات على ثغور الأعداء مخلفا في صفوفهم الخسائر البشرية والمادية..!؟
وإلي العصابة في وسط البلاد كانت المقاومة تخرج من هنا وهناك؛ حيث شكلت مقاومة المجاهد الشيخ سيدي ولد الغوث والمجاهد بناهي ولد سيدي ذروتها في هذه المناطق.

ولن تكون المدارس المحظرية وشيوخ العشائر ببعيد من المقاومة من خلال المقاطعة الثقافية التي شكلت حصنا منيعا ضد الغزاة؛ فلم يتسطع ـ أي المستعمر ـ بثّ ثقافته التي مسخ بها ثقافات شعوب أخرى في مستعمراته..!؟

ومن بعد المقاومة جاء رجال صدقوا ما وعدوا الله فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر؛ فوقف هؤلاء في وجه العديد من التحديات والمعوقات قبل أن يوفقوا في بناء موريتانيا الحديثة؛ التي لولا العزيمة والإرادة الصلبة التي ميّزت الشخصية الوطنية الكارزمية لأب الأمة ورفاقه في بناء هذا الوطن والذود عنه لكانت هذه الدولة التي ننعم بظلالها الوافرة مجرد مناطق مقسمة مابين دول الجوار؛ حيث ظلت المغرب الشقيقة تضع السيطرة على بلادنا ضمن أولوياتها الإستراتجية..!؟

وهنا لا بد لنا من وقفة خاصة مع مؤسس موريتانيا الحديثة الرجل الذي توج عمائم الشناقطة إنه أب الأمة الموريتانية الأستاذ المختار ولد داداه الذي يعود له الفضل في بناء وطن بمفهوم الدولة لم تسعفه أقداره بأن ينال ما حظيت به مستعمرات أخرى من تعمير وبناء؛ لتنعقد الاجتماعات في ما بعد تحت خيام الصوف بعد اختيار الموقع الاستراتجي للعاصمة أنواكشوط..!؟

كما لن يفوت الحديث هنا دون التطرق لأبناء المؤسسة العسكرية التي أنجبت فتية برره أمثال رئيس الوزراء أحمد ولد بوسيف الذي وافاه الأجل المحتوم دون أن يتحقق مشروع حلمه لموريتانيا الحديثة؛ بعد سقوط طائرته في رحلة قادته يومها إلي الجارة السنغال..!؟

وفي واقعنا اليوم فإن المتأمل ببصيرة يدرك حجم التقدم الذي حققته بلادنا؛ فالإشادة به من باب شحذ الهمم والدفع بها من أجل عطاء أكبر للرفع من وتيرة عميلة البناء والتطور نحو ما يصبوا إليه كل الغيورين على موريتانيا الحبيبة..!؟

وعلى سبيل المثال لا الحصر ؛ فعلى مستوى المؤسسة العسكرية صمّام الأمان ورمز التحدي والوفاء والانسجام؛ فقد تم تطويرها لتستجيب لمتطلبات العصر؛ وذلك من حيث العدة والعتاد والتكوين المستمر؛ وما النجاحات التي حققتها هذه المؤسسة على الإرهاب العالمي الذي أرهق جيوشا عتيدة؛ إلا دليلا على التطور النوعي الذي طرأ على هذه المؤسسة التي يستيقظ أصحابها ونحن نيام خدمة للأمن والأمان؛ فتحية لهم بهذه المناسبة السعيدة..!؟

كما أن مبادرة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز تشكر فتذكر؛ والقاضية بضرورة كتابة التاريخ من جديد وتسليط الأضواء على الدور الذي لعبته المقاومة؛ وضرورة تنقية وكتابة التاريخ الموريتاني الحديث على الوجه الأصح؛ وخاصة تاريخ المقاومة التي شوه الغزاة شكلها ودورها الذي لعبته بمذكراتهم التي أرادوا من خلالها تضليل الشعب الموريتاني حتى يظل مرهونا لمثل هذه الأكاذيب التي دونها الأعداء..!؟

كما لن يفوت الحديث هنا دون أن نتطرق للجانب المضيئ لنظام صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزاني؛ من انفتاح وشحذ. لهمم الشباب في تحقيق تطلعات الأمة؛ وما تحقق من مشاريع سيطرت عليها التعهدات الإجتماعية في شق برنامجه الإجتماعي؛ وما سطره في خطابه هذه الليلة من تعهدات بالتسريع في تنفيذ برنامج التنمية و السعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء من خلال الإستصلاح الزراعي ؛ والعمل على تعزيز استقلال السلطتين القضائية والبرلمانية. لتعزيز محاربة الفساد و إفشاء ثقافة الشفافية والعدالة.

فالذكرى هذه السنة تحل في حلة جديدة تعيشها بلادنا؛ وكلنا أمل في أن تنعم بلادنا بمزيد من الرقي والازدهار و النجاح والتقدم والنماء على جميع الأصعدة..!؟
و كل ذكرى وبلادنا في أمن و أمان..