المختار ولد داداه يشعل الخلاف في ذكرى الاستقلال

جمعة, 11/27/2015 - 15:27

الحقيقة  / نواكشوط / لا تحل ذكرى الاستقلال عن المستعمر الفرنسي في موريتانيا إلا وبدأ الموريتانيون يعودون بذاكرتهم إلى الرجل الذي وضع أسس هذه الدولة وكان أول رئيس لها، إنه المختار ولد داداه الذي لا يتوقف عن صناعة الخبر وإثارة الجدل حتى بعد وفاته بأكثر من عشر سنوات. 
  
غداً يستعد الموريتانيون لتخليد الذكرى الـ55 لعيد الاستقلال الوطني، وكالعادة يبرز اسم المختار ولد داداه إلى الواجهة، ولكن هذه المرة يبدو الوضع مختلفاً. 
  
الجدل الذي بدأ قبل شهر ووصل إلى ذروته هذه الأيام، دخلته أرملة الرجل ورئاسة الجمهورية والحكومة، كما وصل إلى أكبر مشروع في السنوات الأخيرة، وشاركت فيه أطياف واسعة من الشارع إلى مواقع التواصل الاجتماعي والصالونات وأروقة المؤسسات. 
  
أم التونسي 
  
مطار نواكشوط الدولي الجديد الذي تعده الحكومة أكبر إنجاز يتحقق في موريتانيا منذ عقود، والذي من المنتظر -حسب وجهة النظر الرسمية- أن يكون من بين أكبر المطارات إقليمياً حيث يستقبل مليوني مسافر كل عام، ورغم الجدل الذي ثار حول جميع تفاصيل تنفيذ المشروع، لم يبق إلا اسمه ليثير الجدل. 
  
السلطات عقدت العزم وأعلنت اختيار اسم "مطار نواكشوط الدولي - أم التونسي"، في إحالة واضحة لتاريخ مقاومة الاستعمار الفرنسي مطلع القرن الماضي، على الرغم من الانتقادات التي تعرضت لها هذه التسمية التي أثارت جدلاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي. 
  
من بين منتقدي التسمية الرسمية للمطار "هيئة المختار ولد داداه"، التي تديرها أرملته مريم داداه، حين قالت في رسالة موجهة للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز: "إن اسم أم التونسي يذكرنا بمعركة مواجهة سنة 1932، في إطار بسط السلم الجاري وقتها في موريتانيا، بين تجمع رحل أترارزة، الموالي لفرنسا، وموريتانيين آخرين معادين لهذه الأخيرة"، قبل أن تقول: "هذه المعركة ترمز في نظرنا إلى الانقسام، وموريتانيا بحاجة أكثر من أي وقت للوحدة". 
  
مطار المختار 
  
كثيرون تساءلوا عن السر في عدم تسمية المطار باسم أول رئيس للبلاد "المختار ولد داداه"، على غرار مطارات العديد من العواصم الإفريقية (دكار، أبيدجان.. على سبيل المثال)، فيما رد آخرون عليهم بأن اسم المختار يحمله أكبر شارع في العاصمة. 
  
مريم داداه في رسالتها إلى الرئيس وإن كانت قد ثمنت تسمية أكبر شارع في العاصمة على المختار ولد داداه، إلا أنها عادت في الوقت ذاته لتقول: "في أغلب الدول الإفريقية يحمل مطار العاصمة اسم الأب المؤسس، ونحن أملنا كبير في أنه خلال أيام سيحمل مطار نواكشوط الجديد اسم المختار ولد داداه، الأب المؤسس للجمهورية الإسلامية الموريتانية". 
  
وأضافت في نهاية رسالتها: "إن قرارا مثل هذا سيسجل طبيعيا في المسلسل الذي بدأتموه 2008، وإذا لم يحدث ذلك يمكننا أن نتوجس أن يحمل نفي تاريخنا المعاصر تهديدات خطيرة لبلدنا"، هكذا ختمت مريم داداه رسالتها. 
  
الرد الصامت 
  
وصلت رسالة مريم داداه إلى أروقة القصر الرئاسي، فارتد صداها في بيان مجلس الوزراء الصادر مساء أمس الخميس، حينصادق على سحب الاعتراف بالنفع العام لهيئة المختار ولد داداه. 
  
كان التبرير الذي قدمته الحكومة في بيانها يحيل إلى الأحكام القانونية المطبقة على الجمعيات، حيث أشار البيان الحكومي إلى أن الهيئة "أخلت بصورة صريحة بالتزاماتها القانونية طبقا للنصوص المعمول بها". 
  
وإن كانت الحكومة ل تكشف عن تفاصيل ولا طبيعة الإخلال الذي تورطت فيه هيئة المختار ولد داداه فجعلها لا تستحق صفة "النفع العام"، إلا أن كثيرين ربطوا بين هذا الإجراء ورسالة الهيئة حول تسمية المطار. 
  
سواء غابت هيئة المختار ولد داداه أم حضرت وبغض النظر عن الصفة التي تحملها، وسواء حمل مطار نواكشوط الدولي اسمه أم لم يحمله، سيبقى المختار ولد داداه هو الضيف الأكثر حضوراً في جميع أعياد الاستقلال، هكذا تقول لنا الأيام !

صحراء ميديا