البشير ولد بيا ولد سليمان يكتب/؟ الرئاسيات القادمة و السؤال أين البديل

سبت, 05/04/2024 - 01:12

موجودون بالعشرات ، مخلصون ، صادقون , مستعدون لقيادة البلد و الدفع به الي الأمام في رقي و نماء و أمان , لكن اعلانكم أخي فخامة الرئيس , عن ترشحكم ، أفسد كل شيء و سد الطريق وأفقد الأمل في حصول التغيير و أغلق الأبواب في وجه أي رئيس بديل , فقد تعود الموريتانيون أن المخزن لا يبارى ، و أن أي شخص ترشح ضد الرئيس فجهده في مهب الريح .

أخي فخامة الرئيس ، لقد شعر الشعب الموريتاني بالإحباط ، فقد أحس الكل , أنهم ماضون في نفس الطريق ، طريق الحزب الجمهوري " الحزب الظاهرة " ، الكارثة ، يسميه بعضهم ، موريتانيا الاعماق ، و لكنه : موريتانيا الإغراق ، موريتانيا نفس الوجوه ، نفس الوزراء ، نفس الطاقم ، تحلقوا حول الرئيس السابق ، وحول الرئيس الذي قبله ، و ها هم اليوم يتحلقون .

أخي فخامة الرئيس ، لقد ترك الرئيس السابق المرحوم اعل ول محمد فال أثرا قيما في نفوس الموريتانيين بتخليه عن الرئاسة وتسليمها للرئيس سيدي ولد الشيخ عبدالله ، رحم الله الجميع.

فلعلها فرصة لكم و لا تزال ، فتسحبوا ترشحكم و تعلنونها شوري ، احياءا لسنة الخليفة عمر التي هي سنة المصطفي صلي الله عليه و سلم ، فتكتب في ميزان حسناتكم ، وتوقفوا بها ديمقراطية الغرب الزائفة و دعوتهم الاجرامية لمساواة أصوات الناس و مساواة النوع بين الرجال والنساء فكما للرجل في الاسلام الحق في التعدد ، فيكون للمرأة حق في تعدد الأزواج ، هكذا يريدون ، مسرحية ينقاد لها العالم تحت شعار الديمقراطية ، ديننا براء منها ، و قد أنار لنا الطريق فلنتمسك بديننا فهو خير طريق .

أخي فخامة الرئيس ،من فنون القيادة و انتم أدرى بذلك ، الإبداع الذاتي وكيفية التعامل مع الأزمات و المعضلات وقد وجدتم أمامكم كوارث كبرى و معضلات منها : كارثة المسيئ علي نفسه الذي هاجر او هجر الي الخارج مقابل صفقة ، و كارثة الشيخ الرضى التي راح ضحيتها آلاف الاسر، و كارثة بيرامه اعبيدي الذي تحدي الشريعة و القانون و ترشح بكل وقاحة لرئاسة البلاد ، صفقة أخرى مع الغرب , ثمنها الاعتراف بدمقراطية موريتانيا و بنتائج انتخاباتها , نفاق و خداع و تحدي لمشاعر الشعب ، مهزلة , و يبدو أنها قد تكرر .

أخي فخامة الرئيس، لقد توقع الشعب مخرجا من تلك الكوارث طيلة حكمكم ، لكنه تفاجأ أن لا حراك ، و لا تغيير ، بل زادت الإساءة في الشارع و في البرلمان و ظهرت مسيئة او مسيئ جديد .

وعودة الي ماضي قريب , فقد عرفكما الشعب الموريتاني صديقان , رفيقا درب , رئيسان , مجتمعان فكان القرار بإضافة خطين أحمرين علي الراية ، كلفا ميزانية الدولة ستة مليارات اوقية، خطوة تافهة خرج الوزراء في الاعلام , يدافعون عنها و عن أهمية الخطوط الحمراء و عن علاقتها بدم شهداء المقاومة و الوطن ، مهزلة شارك فيها الجميع .

فخامة الرئيس ، نعم البديل موجود ، فلا خوف علي أهل موريتانيا و لا هم يحزنون ان شاء الله ، فقط ، خلصوا البلاد من أصحاب الحزب الجمهوري , الحزب " الظاهرة " ، حزب الرجل الحرباء متغير الألوان و الطباع ،الحزب الجمهوري, ملة واحدة في كل بلاد ، هتافاتهم ، شعاراتهم ، موالاتهم هي نفسها مع هذا الرئيس و مع ذاك و ذاك , قالوا للرئيس معاوية أنه اذا لم يترشح فسيشتكون الي الله منه ، وقالوا للرئيس عزيز ، أنه يطعم ويسقي من جوع ، وطالبوا بتحويلها الي مملكة ، و الله أعلم ما قالوا لكم و ما سيقولون ، فهم هم , ومنهجهم نفس المنهج و نفس الطريق ، ولن يحصل معه تغيير , و لذا فالصواب هو سحب ترشحكم و دعمكم لمرشح جديد .

واما التنافس في الانتخابات في موريتانيا فأمره محسوم ، فالرئيس عندنا يظل دائما هو الرئيس فلا داعي لظهور مرشحين جدد , فالسباق محسوم , ولا داعي لاستنزاف الاموال في الحملات ، بل الاولي توفيرها علي أصحابها و علي خزينة الدولة.

أخي فخامة الرئيس، لقد لوحظ منذ أيام توزيع اراضي غالية الثمن جهة دوار البراد , طريق المطار ، علي النواب و كبار الشخصيات ،و إنها لعطاءات في وجه الانتخابات و مجاهرة و دعوة بواح لشراء الذمم و الولاءات ، الشيء الذي يتعارض مع تعاليم ديننا ويخالف قانون الغرب جالب الدمقراطية , مقدمات واضحة لحسم الانتخابات و تفصيلها علي مقاسات ... و لكن , مهما كانت المقاصد , فيظل الأولى يا فخامة الرئيس هو توزيع تلك الأراضي علي الجنود و الأطباء و المعلمين ، فهم أحوج لها من النواب وكبار الشخصيات , وذلك لكي يبيعوها ويستفيدوا من ثمنها المرتفع .

أخي فخامة الرئيس ، الشعب الموريتاني لا يشك في اخلاصكم و مؤهلاتكم و قدراتكم , و لكنه واقع البلاد المعقد الان الذي لم يعد يحتمل نفس النمط , نفس السيناريو , رئيس منتخب , فمأمورية ثانية و ثالثة و رابعة , لماذا ؟ يقول مناصري الرئيس الذين هم نفسهم مناصري الرئيس السابق و الرئيس الذي قبله, لكي يكتمل ما انجز من إصلاحات , طرح تبناه الجميع , فأبقي البلاد علي ما هي عليه .

ختاما , أخي فخامة الرئيس ليس عيبا سحب ترشحكم , العيب في التمادي في الخطأ و أما التراجع عنه فيعد فضيلة .

· البشير ولد بيا ولد سليمان / ضابط طيار سابق