الصرف الصحي : يأجوج ومأجوج / محمد يحيي ولد العبقري

ثلاثاء, 06/06/2017 - 18:01

جاء : إن يأجوج ومأجوج يحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم : ارجعوا فستحفرونه غدا فيعيده  الله أشد ما كان.

مشروع الصرف الصحي وان شئت صرف مياه الأمطار من أهم المشاريع التي يحتاجها سكان العاصمة وذلك بسبب المعاناة المتولدة عن ركود المياه علي الطرقات وحول الأسواق والمرافق  العمومية.

ذلك الوضع المعلوم لا يحتاج شرحا فجميعنا عاني منه كثيرا ما جعل السلطات العليا تبادر التوقيع علي اتفاقية الصرف الصحي التي يعلق الجميع عليها كثيرا من الأمل –ان جاز قياس الأمل .

وبالفعل وضعت معدات للحفر وأنابيب ذات قطر كبير علي الشوارع الرئيسة وأماكن تجمع المياه لكن العمل في المقاطع لا ينتهي إلا ليعاد من جديد ما حمل البعض علي تشبيبه بعمل يأجوج ومأجوج في سدهم  بحسب المأثور عنهم .

زعم –بضم الأول –أن العمل سينتهي جزؤه الأكبر قبل خريف2017 حيث يستمر العمل طيلة أيام الأسبوع في المقاطعات المستهدفة في المرحلة الأولي .

ولأننا الآن نتهيأ لاستقبال فصل الأمطار من جديد فلا بأس  في القاء نظرة علي الموضوع ولننظر في الحاصل .

أذكر هنا أن حجم المعدات المستخدم وعدد ونوع اليد العاملة لم يكن منذ البداية يبعث علي الاطمئنان بان سيقام بالعمل في الفترة المنصوصة وبالطريقة المثلي :معدات تقليدية قليلة وعمال غير مهرة قلة أيضا .

لكن شغف نواكشوط بالصرف جعل سكانه يكبر في اعينهم كل ما له علاقة بالصرف الصحي و ذلك لطول انتظاره و التشاؤم بمجيئه  .

وقد لا أكون مخطئا ان ذهبت الي أن العمل في الصرف أفسد الجزء الأكبر من طرقنا الرئيسية بحيث أتي علي النصف في بعض المناطق والربع والثلث في البعض الآخر دون أن يلوح في الأفق الانتهاء  الكلي من مرحلة ولو يسيرة من المشروع المستهدف أصلا .

ذاك أيضا مبعث تشبيه البعض لهم بيأجوج ومأجوج المذكور فسادهم وان شئت افسادهم فالمعني قريب جدا من ان يتحد وان كان من فرق فسيكون يسيرا.

أمثلة :-الشارع الممتد من سفارة جمهورية الصين الشعبية  المار بالاتحاد الأوروبي  وأرض سفارة مصر وبرك المياه ليتابع الي  سفارة المملكة العربية السعودية فشارع المختار ولد داداه  ويمينا وشرقا الي التلفزة الوطنية فالملعب فقصر المؤتمرات ... هذا الطريق وضعه الحالي:

-الجزء من سفارة الصين  الي تجمع البرك :حوالي 25 في المائة منه اقتلع من اصله خاصة جزؤه لشرقي .

-الجزء شرق عمارة ولد المامي مباشرة  تم حفره وبقيت الحفر بدون ردم حتي من التراب أو المحار.

-الجزء شرق العمود 13 بعرفات لا يزال الحفرجاريا فيه وأغلب الظن أن حفره ستبقي مفتوحة و وحده الله يعلم  متي  يأتيه الفرج.

-الجزء بتفرغ زينة  من تجمع البرك مرورا بشارع القدس وحتي شارع المختار ولد داداه  ثم الي قصر المؤتمرات :هذا المقطع الكبير أيضا تم اقتلاع  جزء كبير منه من اساسه وخاصة ما منه علي شارع المختار ولد داداه  لجهته اليمني.

-اما الجزء الواقع علي شارع نواذيبو فبه أعطاب جسام بجوار la case   قبل ان يواصل غربا الي نقطة التفريغ في المحيط .

-الجزء الواقع علي طريق الأمل بعد مدريد جزء كبير أيضا اقتلع من أصله  وبقيت حفر ممتدة بحاجة الي الردم لتتساوي مع ارتفاع الطريق المعبد ألمعطوب -أجزاء أخري تنتظر دورها بعدما أحضرت حولها الأنابيب ولم يبق إلا  بدء الحفر والنبش في الطريق .

الي غير ذلك من الأماكن التي لا تحضرني تماما لكنها لا تحصي وتعم المقاطعات.

لا أحد يجادل في أهمية الصرف أكان صحيا أو لصرف الأمطار ولكن المؤكد اننا لا نريده علي حساب شوارع عاصمتنا التي قد يفوق تمويلها غلافه .

كان علينا أن نخطط لصرف صحي يمر بجوانب الطرق المعبدة ,لا أن يمر فوقها فيفسدها ضرورة لاتشائه وأخري كلما كان به عطل يتطلب الاصلاح .

تنبغي الحيطة والنظر في مدى إمكانيات  تجديد أو عمل إضافات للمنشآت كلما احتاج الأمر لذلك  دون الحاق الأذى والهدم بالبني القائمة .

لست متخصصا لكن هذه الملاحظات العامة والعامية أيضا تستحق اعادة النظر علي الأقل كي  نخلق آلية تواكب المشروع بحيث نقوم بترميم كل مقطع ينتهي العمل فيه اذ لا يبدو ان المشرفين علي المشروع التزموا بذلك الجانب كما يلا حظ أن التدخلات الخجولة  لمؤسسة الطرق بعيدة كل البعد عن  مواجهة  هذه المعضلة التي لا يفصلنا و الاحساس بوطأتها إلا بدء هطول الأمطار الذي بدأ بالفعل .

اضف اليه ان القيمين علي مشروع الصرف  هذا عجيب أمرهم :لا ينهون عملا بمقطع إلا عادوا اليه ثم عادوا اليه وكأن الأعمال لا تنتهي بل تتواصل  تماما كعمل يأجوج ومأجوج في سدهم .

انهم-عمال مشروع الصرف- أحيانا في حفرهم ينشئون بركا مائية كبيرة يعجزون عن صرفها وردمها فيحيطونها بما يشبه سدا ترابيا يزيد متاعب السكان لما يخلق من بيئة مناسبة لتكاثر البعوض والأوساخ والروائح التي لا نجد لها نعتا يناسبها لأن المنعوت هنا به من الضرر والوحل  ما لا يليق بأية صفة.

لقد بات علي الساهرين علي الهم العام وقد أبرموا اتفاقيات مهمة لمشاريع عملاقة كانت حلما أن يبادروا بوضع الحلول المناسبة لمواكبتها حتي تتم في فتراتها المحددة من جهة ولا يتولد عنها من الفساد ما يوازي أو يفوق انعدامها من جهة اخري .

تحديد المسؤوليات:

من الناحية الموضوعية تقع مسؤولية  المتابعة وملاحظة الأخطاء والنواقص علي القطاعات  المختصة أما السلطات العليا فدورها في الذي تم :ايجاد المشاريع والمصادقة عليها فإذا لم يتبق ألا التنفيذ والتقيد بالبروتوكولات قامت المصالح المختصة  بعملها  بدون خجل  فإذا لاحظت ما هو فوق الطاقة رفعته الي الجهات العليا .

كذلك علي المواطنين البسطاء –وأنا منهم –التنبيه- الي  أو علي -الإخلال  والخلل كلما تسني لهم ذلك بعيدا عن اللون والانتماء أيا كان .

ولئن كنا نجد العذر للسلطات العليا بسبب ملفات أكبر بعضها داخلي  والبعض خارجي فالعجب العجاب سيبقي عدم انتباه القطاعات المعنية الي وضع كهذا مدرك من الجميع مع أسئلة وجيهة :أية مسؤولية تتولون اذا كنتم غير مبالين بمهاكم ؟ما هي مشاريعكم لمواجهة الأمطار التي هي قاب قوسين أو أدني ؟

في الاعتقاد أن الوقت لا يزال مناسبا لاتخاذ الاجراءات والحلول المناسبة وذلك من قبل أن يفوت الأوان وتضاعف الكلفة أو يستحيل الحل ,ستذكرون ما أقول لكم ...

أدام الله عافيته علي الجميع.