من رواية الكوخ - مصباحة ولاد

اثنين, 01/13/2020 - 12:31

هكذا قال
وحديثه يخترق قلب السكون والرتابة
" كل منا يولد ليستلم نصه ويستيجب بلا مقاومة لمخرج الرواية.

وعلى خشبة المسرح يلعب احدنا دور الفارس وآخر يلعب دور الأمير، وفي الفصل الموالي هناك أب فاضل وفراش ونادلة ومثقف.

لا أحد يمكنه أن يتجاوز النص ولا أن يلبس غير مايليق بدوره، فالقاعة مكتظة ويلزم أن يشعر الكل بالراحة التامة اثناء العرض وبالغرور بعد انتهائه.

ذلك الشاب الذي يلعب دور الأمير، هو في الحقيقة يكره بذلته الأنيقة وينتظر بفارغ الصبر أن يهرب للكواليس كي يلبس طقما فضفاضا لا يهتم لتناسقه.
إنه حزين لهذا الدور الذي لم يختره، لكنه ملزم به.
إنه ينظر في عين الفقيه والمثقف والنادلة والفراش.
الكل يلعب بإتقان دوره الممل ذاك

عندما ينتهي العرض يتوارى الأمير عن الانظار كي لا يشاهده احد وهو يخلع ابهته.
الفراش يتوارى جانبا كي لا يقف في طريق الأمير.
وفي النهاية يسلك كل ممثل طريقه لوحده فيخلو المسرح من التمثيل وتخلو الكواليس من الحقيقة.

في اليوم الموالي وفي الشهر القادم والسنة الجديدة، لن يكون هناك شيء مختلف.
نفس الأدوار ونفس المسرح والكواليس وذات الجمهور.
إلا أن قلوب الأبطال تشيخ من رتابة التكرار واستلام ذات الثمن والرجوع لذات الجدران.

مانحتاجه هو أن نتعارف حين نخلع ملابسنا خلف الواجهة.
ليرى أحدنا الآخر بعد خلع الأقنعة والنياشين والخرق البالية.
عندما يحدث ذلك التعارف، تسترخي معضلات الوهم ويبدأ ألق الروح.
احدنا ينصت للآخر ليتحدث بنص غير الذي كتب له ويقف في هيئة غير التي يؤمر بها.
فجأة يتأمل كلانا وجه الآخر ليرى للمرة الأولى وجها حقيقيا بلا مساحيق ولا اقنعة.
نضحك ونبكي
نشتهي ونتعفف
نمارس انفسنا كبشر يتراوحون بين كل النقائض.

للمرة الأولى لا نخضع للتقييم ونتجاوز حدود الحكمة والغباء.

خطوات بسيطة ويكون احدنا قد امتلك كوخه الدافئ بعيدا عن صخب المخرجين والممثلين والكتاب والمتفرجين.

هناك يمكن الاسترخاء للأبد.
بجوار المرايا الصامتة، تطل بوجهك لتراه كما هو،. دون أن تخسر ولاء المرآة "٠

سألته هل ترغب في النوم؟
لكنه كان قد نام

( من رواية الكوخ - مصباحة ولاد)