
إلى الجنرال مسقارو مع التحية:
على خلفية منشوري المتعلق بموضوع سيارة الحرس التي صدمت سيارتي من الخلف وتعليقي المستهجن لسلوك سائقها الذي كان مرافقا لموكب وزاري، تلقيت اليوم اتصالا من الجنرال مسقارو ول اغويزي القائد العام للحرس الوطني وقد كان الرجل في غاية اللباقة والمسؤولية حيث اعتذر عن الحادث في جانبه المعنوي باسم الحرس الوطني وذكر بأن اجراء اتخذ في ذلك الصدد معربا في الوقت نفسه عن رفضه لمثل تلك التصرفات. لم يكتف الرجل بذلك بل تساءل إن كان بالموضوع أي تظلم مادي وهو ما أكدت له عدم وجوده فالسيارة لم تصب بضرر. أنا بدوري عبرت له عن كون الموضوع تنبيه من مواطن وأن جهاز الحرس عادة محل اعتبار لدى المواطن (ذلك انطباعي الشخصي وقد ذكرت ذلك في المنشور أصلا).
أعجبني حقيقة أن الرجل الأعلى في قيادة الحرس وأنه يقرأ ويتابع يوميات كهذه واقعة في نطاق مسؤوليته عن الميدان وهذه نقطة ايجابية. أقول ذلك من وجهين: أننا لم نعتد في هذه البلاد لغة الاعتذار خاصة من مسؤل كبير لمواطن م وتتضاعف درجة ذلك حين يتعلق بمسؤول أمني عالي الرتبة فالتجاهل غالبا هو السمة او الإحالة عبر مستوى ادنى + أن الرجل تحدث بلغة مهذبة متواضعة وبنبرة مقدر للمسؤولية بعيدا عن معتاد خطاب العزة بالاثم - السائد لدى بعض المسؤولين - او محاولة تحميل المواطن جزءا من النقد.
لذلك أوجه له شكري واعتبرها بادرة حسنة منه ومن قطاع أحمل له كثيرا في الوجدان الشخصي وأعني الحرس الوطني، فلقد شببت على انغام النشيد الصباحي فيه في عهد مدينة ر والاعدادية العربية والثانوية العربية وتابعت فريقه لكرة القدم ايام الكابتن "ميني" و"باب جوب" وغيرهم.
هذه ربما تكون إشارة لبعضنا هنا ممن يعتبرون التدوين ضربا من الفانتازيا الشخصية والواقع أن قناعتي أننا متحملون واجب إثارة المواضيع سواء استجيب لها من المعنيين أم لا. فنحن محكومون بترابية الحديث الجامع : من رأى منمكم منكرا فليغيره ... الحديث.
أكرر شكري للجنرال مسقارو الذي لا تربطني به، بالمناسبة، أي علاقة قرابة أو انتساب لجهة أو عمل أو جوار ولقد حصل على رقمي - حسب ما فهمت - من زميل فيسبوكي بعث لي منذ ايام (بعد المنشور) مطمئنا على الحال وطالبا رقم هاتفي وبعثته له دون أن أفهم تماما مراده منه. لولا أنه لم يؤكد لي ذلك لأشرت له هنا فله الشكر هو الآخر موصولا على ربطه لهذه الصلة التي تعني تجاوب مسؤول تنفيذي مهم مع مواطن م في قضية وعي مدني وامني.
#إلذاك
من صفحة الكاتب Abdallah Mohamed