معذرة أيها الأستاذ و الباحث الملتزم ، لم تكن موريتانيا بحالة صحية جيدة حين دخلتها تسحب حمولة العمر الثقيلة ، و فاءً لشغف لم تفهم شرطة مطارنا أن مكانة صاحبه كانت قاعة التشريفات لا الطرد من قاعة المسافرين ..
معذرة أيها الطود الأشم ، من دعوك بكل إلحاح لحضور مهرجان "مدائن التراث" ، لم يكونوا يحتاجونك إلا كقطعة ديكور يمكن استبدالها بأي أخرى كأي شيء في هذا المهرجان الراقص على إيقاع التمرد على كل موروثنا الثقافي.
معذرة أيها الأستاذ الوفي للولع العلمي ، كل المواعيد الكاذبة التي استقبلتك بحفاوة في مطار نواكشوط و فندق موري سانتر ، هي كانت رقصة الزمن الرديء لمهرجان "مدائن التراث" التي كنتَ محظوظا بعدم حضور كارنفال ترنح جمهوره البوهيمي .
وحدها شنقيط كانت سعيدة بعدم حضورك ، خجلا من جنون زمن لا تعانق مفاهيمه روح مكانتها و لا مكانة تَعَرُّج روحك ..
أنتَ وحدك من حضر مهرجان "مدائن التراث" الحقيقي بما لقيت من إهمال و أكاذيب و استهتار و وعود عرقوبية ، هي أعرق و أجمل فنون في هذا البلد الأصيل ..
أنت وحدك من حضر مهرجان "مدائن التراث" الحقيقي بطردك من قاعة المسافرين في مطار المحروسة أم التونسي و سجنك في فندق الممر الإجباري "موري سانتر" ..
معذرة أيها الشيخ المُحْدَوْدَبُ ، الحزين ، لقد استحت شنقيط من استقبالك في ثوب العرائس حين جردوها من ثياب الوقار ، فاعذر صلواتها أن لا تأتي .. أن لا ترى وجهها المُخجَل بمساحيق زمن الضياع .