كان قدرنا في موريتانيا أن نعيش على حدود داحس و الغبراء .. أن نكون مثل الشعب الجزائري و الشعب المغربي ، ضحايا حرب نزاع بلا حل ، لأن الحلول تصنعها العقول النيرة لا غريزة نطاح الكباش .. أن نكون حطب حرب أحقاد لم يتعلم أصحابها أن الحقد طبق يؤكل باردا ، كما يقول الإنجليز .. حرب أحقاد حبلى بأتفه أبطال صراخ الجهل المركب ، لا يعلو فيها إلا صوت رويبضة يصرخ بعقدة الجهل و يتبجح بالخفة و الطيش و اللا مسؤولية ، من أمثال المنظر المعتوه ابن سديرة و المحلل الاستراغبي أسعد الشرعي و "*مساحاته*" الأضيق من صدره و أميل من أحكامه و أفسد من مبرراته و أحط من غروره ..
يقولون لي لماذا لا ترد على ابن سديرة ؟ فبماذا يمكن أن أرد على نكرة جاهل يتبجح بركوب موجة زق ابن غبشان الخزاعي !؟
و كيف نحتمي من أشواك السدر بغير الابتعاد منه و تحاشي العيش على النبق ؟
لم يصدق ابن سديرة في كل ما قال إلا في أمر واحد ، و إن كان لا ينطبق إلا على نفسه ، في قوله "إن عدوا متعلما خير من صديق جاهل" ؛ لتصبح فرنسا المثقفة ، التي قتلت أكثر من مليون و نصف جزائري خير في ابن سديرة من ابن اسديرة المعادي لنفسه !!؟
و صحيح أن عدوا عاقلا أفضل من عدو غبي (و قد خانته العبارة في تخبطه في النعوت ؛ لأنك يمكن فعلا أن تجد حلا مع العاقل و من النادر أن تجده مع الغبي كما تؤكد بسوس الغرب الإفريقي العقيمة :
في مقابلة مشهورة للحسن الثاني ، اعترف بأن الصحراويين ينحدرون من قبائل موريتانية ليصنع أغرب مفارقة سياسية أي أن الصحراء مغربية و الصحراويين موريتانيون و بمعنى أوضح ، أنه يريد الصحراء من دون أهلها !؟
و في اجتماع المرحوم سيدي أحمد ولد ابنيجارة مع قيادات البوليساريو في ليبيا بعد انقلاب 78 ، حاول أن يقنعهم بخطة تستبقي الجزء الموريتاني من الصحراء خارج السيطرة المغربية ، لكن الأوامر الجزائرية كانت تملي على الوفد الصحراوي إلزامية خروج موريتانيا من أراضيهم أي أن الحزائريين من جانبهم يريدون الصحراويين من دون الصحراء ، أي أن ما يسمى حرب الصحراء كانت غاية في حد ذاتها للطرفين و لأسباب مفهومة : فمنذ بداية الحرب حتى اليوم لم يحدث أي انقلاب في المغرب ، بعد حصول جنرالاته على نصيبهم من الكعكة . و منذها حتى اليوم ظل الجيش الجزائري يبرر بقاءه في السلطة بمسرحية حالة الطواري في وجه العداء المغربي ؛ فمن خان من يا من عجزت حتى عن أن تكون ابن سدرة محترمة !!؟
الزمن و موريتانيا وحدهما هما من سيحددان مصير الصحراء شاء من شاء و أبى و أبى . و انتفاضة الصحراويين في الداخل المغربي هي من ستحرر الصحراء ، عكس توقعات الجميع ؛ حينها فقط سيفهم ابن اسديرة من هو الغبي و يفهم أسعد الشعري أن ضيق "*مساحاته*" لا يمكن أن يبرر سياسة التوسع !!؟
و بثقافتها الواسعة و دهاء إنسانها (بشهادة المشارقة و الغربيين) ، رغم أنف ابن سديرة ، استطاعت موريتانيا أن تعيش بسلام رغم عدد سكانها القليل ، بين 80 مليون مجنون مدججين بالسلاح و الأحقاد و الكراهية !!
(…) و على من لا يستطيعون لجم نباح كلابهم المسعورة ، أن لا ينتظروا منا غير ما يزعجهم ، لأن كبرياءنا المكبوت ترفعًا عن بذاءاتهم ، تجاوز حدود التسامح معهم حَدَّ التفريط ..
و قد تأخر ابن سديرة كثيرا عن ركب الثقافة و النباهة و التألق ، حين لم يتجه إلى مالي و النيجر إلا بعد إفلاس ما فات من عمره و أفلس أسعد الشعري ، حين نسي أننا نتجاوز سخافات تحاليله الغبية بعمر مراكش !!