خلال تصفحي للفيسبوك، استوقفتني تدوينة تزعم أن تعيين اللواء محمد فال جاء استجابة لخطاب وادان، وأنه "من خارج الصندوق"والحقيقة، أن مثل هذه التحليلات تمر خارج الصفحة à côté de la plaque وتختزل مسار رجل تدرّج في المؤسسة العسكرية بخطوات ثابتة ومسؤوليات متتالية في انتماء شوفيني لم يؤمن به طول مساره،
فخطاب وادان رغم وضعه إطارًا أخلاقيًا ووطنيًا يتوافق مع قيم الجمهورية، لم يكن معيار لاختيار القادة والمسؤولين. فالقيادة بصفة عامة والعسكرية بصفة خاصة ليست مجرد منصب، بل هي أمانة ومسؤولية تتطلب الحكمة، والقدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة في الأوقات المفصلية وبذلك فهي لا تُمنح بناءً على خلفيات أو حسابات ضيقة، بل على الكفاءة والقدرة على حماية الوطن وصون مؤسساته.
تعيين اللواء محمد فال ولد الرايس قائدًا عامًا للجيوش ليس مجرد استجابة لخطاب أو محاولة للخروج من "الصندوق"، بل هو استحقاق لرجل أفنى عمره في خدمة المؤسسة العسكرية بكل تفانٍ وانضباط و هو اختيار يعكس رؤية استشرافية تتجاوز التصنيفات الضيقة والاعتبارات الجانبية، وترتكز على الكفاءة والخبرة والمسار المهني المتميز من جهة ورؤية ثاقبة تعتمد على اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب من جهة أخرى.
ابراهيم سيداتي