هنون الأمير الشجاع، الذي ترك أثراً لا يُمحى في الذاكرة الجماعية لشعبه

أحد, 01/12/2025 - 10:39

الأمير هنون ولد بوسيف ولد أحمد ولد هنون العبيدي، يعد من أبرز وأشهر أمراء أولاد امبارك، كما أنه من أبرز الشخصيات التي خلدتها الذاكرة الشعبية في المنطقة. كان زعيماً محنكاً وفارساً مغواراً، تولى الإمارة ما يقرب من 34 سنة، من عام 1792 حتى وفاته في عام 1826.

نشأته وتوليه الإمارة

ينتمي الأمير هنون إلى سلالة عريقة من قبيلة أولاد امبارك، فهو سادس رؤساء أهل هنون العبيدي من أولاد عيشة. تولى الحكم في يناير 1792 بعد وفاة أخيه الأمير عثمان ولد بوسيف، المعروف بفارس الحلة، والذي كان يُمدح بأنه شيخ أهل الحوظ الجامح وشيخ أهل البل واسكران.

إنجازاته العسكرية والسياسية

اشتهر الأمير هنون بولايته الطويلة التي شهدت معارك وصراعات عديدة، حيث قاد حملات عسكرية ضد قبائل إدوعيش وألحق بهم الهزائم في أيام شهيرة مثل "يوم البيجوج" و"يوم تنتينه". كما خاض صراعات ضد أبناء عمومته في أحداث مثل "يوم بالنعوم" و"يوم ولاتة" و"يوم وسط"، وحقق انتصارات بارزة ضد قبائل أولاد العالية وأولاد طلحة.

وفاته وإرثه

توفي الأمير هنون ولد بوسيف في نوفمبر 1826 ودفن عند "زيرت بخواگه" بمنطقة آوكار. وكان رجلاً جواداً ممدحاً، ترك بصمته في الثقافة والفن المحليين، حيث أنشأ له الفنانون ما يُعرف بـ"مايخرص"، وهو نمط موسيقي خاص يخلد ذكرى الفرسان.

الإبداع الفني في مدحه

اشتهرت أشوار "مايخرص"، خاصة التايات الستة، التي تعد من أجمل الألحان الشعرية الموروثة، ومن أبرزها شور "اتناعيت" الذي قيل فيه:
"هنون ألا هنون :: أسكي مغلظ هنون"

كما نظم الشاعر سدوم ولد انچرتو قصائد مديح خالدة عن الأمير هنون، حيث وصف بطولاته وكرمه قائلاً:
"فرص أفكراش أنجوع أكيل :: أخيار الحلة وأتيسهَ"

مكانته في الذاكرة الشعبية

ظل الأمير هنون رمزاً للقيادة والشجاعة في الذاكرة الشعبية، حيث سطرت سيرته بالأشعار والقصائد التي تعكس هيبته ومهابته. لقد جمع بين السياسة الحكيمة والشجاعة العسكرية والكرم الواسع، ما جعله نموذجاً فريداً بين أمراء المنطقة.

خاتمة

يظل الأمير هنون ولد بوسيف العبيدي من أبرز الشخصيات التاريخية في موريتانيا، وشخصيته تجمع بين القائد السياسي والفارس الشجاع، وتركت أثراً لا يُمحى في الذاكرة الجماعية لشعبه.

محمد عبد الله ولد الحسن الملقب الأمير