وكالة الأناضول التركية تجرى مقابلة مع قيادي فى 25 فبراير

أربعاء, 03/04/2015 - 13:22

الحقيقة (نواكشوط) اجرت وكالة انباء الاناضول التركية مقابلة مع القيادي فى حركة 25 فبراير الموريتانية محمد عبدو .

وهذا هو نص المقابلة  :

- ما هي الأسباب التي تقف وراء ميلاد الحركة؟

- شهدت موريتانيا مطلع 2011 حراكا احتجاجيا تزامن مع موجه الربيع العربي التي اجتاحت العديد من البلدان العربية. وظهر أول احتجاج شبابي في يوم 25 فبراير/شباط 2011، وكان يضم هذا الحراك العفوي مجموعات شبابية تنتمي لجهات سياسية معارضة متعددة وخلفيات أيديولوجية متعددة بالإضافة لمستقلين. لكن هذه المجموعات لم تكن تحمل مطالب متجانسة، كما أن مساحة المشترك بينها في الرؤية لم تكن متسعة بشكل كبير، وهو ما مهد لميلاد تنظيم شبابي مستقل حزبيا وإيديولوجيا بعد خفوت جذوة حراك 25 فبراير/شباط. وتتميز هذه المجموعة الشبابية بالوحدة في التصور والتفكير تجاه تشخيص النظام الحالي، كما أنها تعتبر من الجيل المتأثر بالإعلام الجديد أو ما يُعرف بجيل المدونين. وأعني هنا بالمدونين المجموعات الشبابية التي تمتلك مدونات خاصة وتعالج زوايا وطنية محددة. ورفعت هذه المجموعة الشبابية جملة من المطالب من أهمها تحقيق العدالة الاجتماعية والتحرر والمساواة و بناء دولة القانون. وبدأ نضالها الخاص بها في مايو/آذار 2011، وذلك بالقيام بالعديد من الأنشطة الاحتجاجية التي كان تتعرض لقمع الأجهزة الأمنية. أحيت الحركة قبل أيام الذكري الرابعة لتأسيسها،

- ما هي الحصيلة النضالية التي قدمتها الحركة على مدار هذه الفترة؟

- استطاعت الحركة على مدار هذه الفترة التأسيس لنضال سلمي واع ومستمر، كما ساهمت في زرع ثقافة المقاومة السلمية. كما كان لأنشطة الحركة دور في نقل حركة الاحتجاج والتظاهر إلى مناطق داخلية من البلاد، وساهمنا في هذه الفترة في تعرية النظام الحالي بكشف مساوئه وأخطائه أمام الرأي العام الوطني. بالإضافة إلى استلهام أساليب نضالية جديدة عميقة في جوهرها، وإن كان البعض يتصور أنها بسيطة في ظاهرها، كالتعبير عن مظاهر الفساد الذي ينخر البلاد بمجسم على شكل خارطة البلاد معروض للبيع على سبيل المثال.

-تعرضت الحركة للعديد من الانشقاقات على مدار السنوات الأخيرة، كيف تفسرون هذا الأمر؟

- يجب هنا أن نميز بين المشاركين في النشاط المنظم في يوم 25 فبراير/ شباط وشباب حركة 25 فبراير، التي تأسست بعد هذا التاريخ. صحيح أنه في الأسابيع الأولى من هذا الحراك كان هناك طيف سياسي وأيديولوجي بالإضافة لقوى شبابية مستقلة. لكن حصل تمايز فيما بعد وتم تأسيس هذه الحركة من شباب مستقل، وعلى حد علمي لم يغادر الحركة منذ تأسيسها سوى شخص واحد تم استقطابه من طرف النظام الحالي. وأؤكد لكم مع كل هذا أن السلطة تبذل الغالي والنفيس من أجل تفكيك الحركة وضربها من الداخل. - ما هي طبيعة علاقتكم بالأحزاب السياسية المعارضة؟ نريد أن نظل بعيدا عن الاصطفاف خلف الأحزاب السياسية المعارضة، لكن في المقابل اعتقد أن هناك مشتركا وتحالفا بيننا مع أحزاب المعارضة الجادة والساعية لتغيير جذري بالبلاد. لذا تلاحظون أننا كنا نشارك في أنشطة المعارضة الموريتانية عندما كانت تدعو لرحيل النظام الحالي.

- ما هي أهم مآخذ الحركة على النظام الحالي؟

- هذا النظام يتميز بكل الخصائص التي تتميز بها الأنظمة الشمولية، فهناك تجذر للفساد في هرم السلطة. الرئيس ولد عبد العزيز تحول إلى رجل أعمال وتُحتكر الصفقات الهامة للبلاد لصالحه. هناك استهداف للإعلاميين الجادين، لأن النظام الحالي لديه سقف محدد في مجال التعبير في مجال الحريات. وأي صحفي جاد أو وسيلة إعلام جاده تحاول تجاوز هذا السقف تتم مضايقاتها. رأينا هذه الحالة مع الصحفي أحمدو ولد وديعة، الذي تم التحقيق معه قبل أيام على خلفية مواقفه الصريحة والجادة تجاه النظام. يجب أن يعلم الجميع أن موريتانيا مازالت تحكم من طرف نظام عسكري يتبني ديمقراطية شكلية وسطحية من أجل تلميع صورته.

- ما هي أهم المطالب التي تدعو لها الحركة؟

- نسعي لدولة ديمقراطية تقوم على مؤسسات حقيقية تضمن للمواطنين حق المساواة في المواطنة دون تمييز و تحفظ لهم كرامتهم، وذلك لقناعتنا أن موريتانيا لا يمكن أن تتجاوز مشاكلها الداخلية دون وجود أسس صلبة تضمن التعايش على أرضية يتساوي فيها الجميع. لذا يجب وضع قوانين تمنع التمييز بين الموريتانيين وتحارب بشكل قوي العبودية ومظاهر القبلية والفئوية و تحقق مكانة هامة للمرأة في الحياة العامة من خلال تمكينها من حقوقها الرئيسية وتجريم التحرش بها ومضايقتها.

-يجري هذه الأيام الحديث عن حوار سياسي مرتقب بين السلطة و المعارضة، هل أنتم معنيون بهذا الحوار؟

- نحن لا نعول على هذا النظام في بناء حالة ديمقراطية تضمن لموريتانيا الانتقال إلى ديمقراطية حقيقية، لأن ممارسات النظام الحالي وتاريخه يؤكد عدم قدرته على تقديم نموذج ديمقراطي. ويجب أن نتذكر أن النظام الحالي وقع قبل سنوات عدة اتفاقات مع المعارضة بعد حوار معها، منها اتفاق دكار سنة 2009 واتفاق آخر سنة 2011، إلا أنه لم يف بالتزاماته تجاه من وقع معهم الاتفاق. لذا نطالب القوى السياسية الوطنية بعدم الانجرار وراء هذا الحوار الكاذب وسنعمل بكل جهودنا لإفشاله و التشويش عليه بشكل سلمي لأنه لن يُقدم حلولا لأوضاع البلاد المتردية.

- لكن مع استمراركم لرفض الحوار مع النظام، ألا ترون أنكم تفوتون فرصا للمخارج السلمية للبلد من الأزمة التي أشرتم إليها؟

- أؤكد مرة أخرى أن لدينا قناعة قوية في عدم جدية النظام الحالي في الحوار الذي دعا إليه، لكن أود القول أن الأهم بالنسبة لنا في الحركة هو الاستمرار في بناء تراكم نضالي شعبي يضمن للموريتانيين في المستقبل القدرة على التحرر من أنظمة الفشل والاستبداد والحفاظ على ما يتحقق من مكاسب في إطار الوعي السياسي و المدني. لذا نرى أن النظام الحالي يتحرك من موقع القوى ولن يبحث عن مخارج جادة لأزمة البلاد، وبالتالي فلا داعي للمساعدة في تشريع مسرحية جديدة قد تكون باسم تعزيز الديمقراطية أو التحول السياسي.