
حادثة المنصة أمس نموذج مصغر لما وقع ويقع لبعض المشاريع الكبرى التي تقرر الدولة إنشاءها فيصحبها لغط رسمي وينبجس صخب إعلامي كبير حولها وتبدو أمام الأعين وكأنها تؤدي الدور المطلوب منها ثم تدار بطريقة غير سليمة ليتفاجأ الكل أنها لا يمكن أن تصمد ا أمام الواقع فتنهار ضحى أمام الأعين كما انهارت المنصة
سيدي الرئيس
مؤسسات كبرى حدث معها ما حدث مع المنصة وإن كان خطأ المنصة بسيطا بالمقارنة معها لأنه لن يخلف تداعيات تنعكس سلبا على حياة المواطنين بينما انهيار هذه المؤسسات أصاب بعض أبناء البلد في صميم "أرزاقهم" بعد انهيار تلك المؤسسات كما انهارت المنصة.
سيدي الرئيس هناك مشاريع ضخمة في الطرق والكهرباء والتعليم والصحة و مساعدة الفئات الهشة انهارت واقعيا لأنها لم تؤسس على أعمدة مناسبة فلم تؤت أكلها فاهتزت هزة المقرور ثم انهارت كما انهارت المنصة
سيدي الرئيس.. هذه المنصة نموذج لبعض الأدوات الطبية وبعض المعدات الطبية في المستشفيات العامة التي تكلف ميزانية ضخمة ولكنها لا تعدو أن تكون مثل بعض الأدوية التي تدخل البلد دون رقابة صارمة مما يؤثر سلبا على حياة المواطنين فتنهار الصحة كما انهارت المنصة ..
سيدي الرئيس إن التساهل في تطبيق التعليمات أو الاكتفاء بمظاهر لا تكلف كثيرا حتى يزداد أهل البطون انتفاخا.. وحتى يحصد المشرفون على هذه المشاريع ثروات طائلة كان له كبيرالأثر على كثير من المشروعات الوطنية فانهارت كما انهارت المنصة
سيدي الرئيس إن الارتباك الذي حصل للمنظمين والبحث عن بدائل قد تكون مؤلمة" أخلاقيا " لعدم انسجامها مع هيبة الدولة كالاستعانة بمكبر صوت مخصص لأغراض بسيطة في مهرجان مثل هذا المهرجان الوطني الكبير والاستعانة بمنصة رممت على عجل فيما بقيت أشلاء المنصة الرسمية خاوية على عروشها كأكواخ في حي شعبي بعد يوم عاصف في مشهد ينقل على الهواء مبشرة في يوم مشهود –أمر مؤلم وطنيا. .ولكنه مع ذلك ليس سوى انعكاس لأداء بعض المسؤولين في قطاعات مهمة إن لم تتداركوها وتتخذوا قرارات صارمة في المحاسبة والمعاقبة وتطبيق القوانين ستنهار كما انهارت المنصة
سيدي الرئيس يجب أن تعلموا أن " منصات" كثيرة في هذا البلد أصابها سوء التسيير وفشل الإدارة بالوهن والضعف وتحتاج تدخلكم الشخصي وأوامركم الصارمة لإنقاذها قبل فوات الأوان حتى لا تنهار أمامنا كما انهارت المنصة