
تقدمت مجموعة من التجار (من نواب العصابة المختطفة للبلد) ، من الأميين و أنصاف الأميين الذين رشحهم ولد عبد العزيز أصلا لهذا الغرض، بطلب تغيير دستور لا يفهمون الفرق بينه و بين القانون العام و لا يعرف أي منهم مكان قدسيته و لا يستطيع أي منهم تقدير المخاطر التي قد تنجم عن المساس به..: مجموعة من التجار الأميين من أقارب ولد عبد العزيز و مقربيه المتورطين في جل جرائمه الاقتصادية و السياسية.
ليس في الأمر أي جديد : لقد تكلمنا منذ عدة أشهر عن هذا السيناريو بكل تفاصيله و كنت شخصيا متأكدا أنه ليس أمام ولد عبد العزيز سوى أن يذهب إلى السجن أو يبقى في الحكم بسبب ما ارتكبه من جرائم في حق هذا البلد و أهله. و أكدت في أكثر من مقال على أنه لن يتخلى عن الحكم إلا بالقوة : إما بقوة عصيان مدني و إما بانقلاب عسكري.
كان ولد عبد العزيز يؤخر هذه الخطوة حتى يجعل الناس أمام أمر الواقع في آخر لحظة كما يفعل دائما مع المعارضة ليضعها في حالة إرباك بعد تحضير بعضها للمشاركة معه في طبخات سرية لم تعد تخفى على أحد، لكن دخول ولد بوعماتو على الخط و الحديث عن ترشحه ، جعل ولد عبد العزيز يفقد أعصابه و أدخله في حالة إرباك جنونية : فمن جهة يشكل ولد بوعماتو عقدة دائمة عند ولد عبد العزيز و من أخرى ، كانت العصابة قد عملت منذ اختطفت البلد ، على تفقير المعارضة و هو العمل الوحيد الذي نجحت فيه حتى أصبحت المعارضة تعجز أحيانا عن تنظيم نقطة صحفية بسبب قلة الإمكانيات . و في آخر لحظة يجد ولد عبد العزيز نفسه أمام المعضلة التي عمل عشر سنين على الاعتماد عليها.
الآن يدخل ولد عبد العزيز معركته الحقيقية و الأخيرة : الآن يفهم ولد الغزواني و ولد محمد لقظف و ولد حدمين أن ولد عبد العزيز استغلهم و شوه سمعتهم و أحرقهم بتعمد حتى لا يفكر أي منهم في مواجهته في الانتخابات و لم يبق أمامهم سوى أن يتحدوا ضده أو يحترقوا معه ...
الآن يدخل ولد عبد العزيز في معركة نهايته الأكيدة ...
الآن يدخل ولد عبد العزيز في الفخ الذي وضع له و لن يعرف بعد هذه اللحظة كيف يخرج منه ، لا بالتقدم فيه و لا بالتراجع عنه ..
الآن لم يبق لأي موريتاني عذر لتبرير المواقف الكاذبة : لم يبق لأي موريتاني اليوم سوى أن يعلن بوضوح أنه مع ولد عبد العزيز في حرق موريتانيا أو مع موريتانيا في وجه مغامرات هذا الجاهل الأحمق الحامل بكل وضوح شعار "أنا و من بعدي الطوفان".
ليفهم الجميع أنه بإمكاننا أن نختلف أو نتفق في ما يحتمل الاختلاف و الاتفاق لكن الاختلاف و الاتفاق لا يمكن أن يصل إلى حد اعتبار الخيانة وجهة نظر .. لا يمكن أن يصل إلى حد اعتبار تدمير بلد كامل و جره إلى سلسلة ويلات لا نهاية لها، وجهة نظر ..
ما نستطيع أن نفعله اليوم هو أن نحذر و ننبه و نتمنى و نطلب و نرجو من الجميع أن يتحملوا مسؤولياتهم أمام الله و أمام شعبهم و أن يتفهموا نفاد صبر الشعب الموريتاني و هذه فرصة قد لا تتكرر لمراجعة أنفسهم و مواقفهم و على العقلاء أن يغتنموها .. أن لا تفوتهم.. أن يعودوا إلى مواقعهم الطبيعية من خلالها ..
سيحاصر ولد عبد العزيز داخليا و خارجيا .. و سيسحب ذليلا من مخبئه الجبان ؛ فارحموا أنفسكم حتى لا تؤذينا دموع أبنائكم الأبرياء و عويل نسائكم المقهورة ..
اللهم إني قد بلغت