رسالة مفتوحة للسيد الرئيس: أحمد ولد محمد ولد نافع

سبت, 01/12/2019 - 13:54

سيدي الرئيس يطيب لي في هذه السانحة و أنا المواطن الضعيف الذي لا حول لي و لاقوة أن أتوجه لجنابكم بطلبي هذا راجيا منكم إمعان النظر في مجريات الأحداث، فالمتابع للشأن العام ببلدنا يلاحظ إحتقانا داخليا و تشتتاً في الرؤى و الأهداف لدى البعض للأسف و هو ما ينذر ببوادر أزمة تلوح في الأفق لا قدر الله، و لأننا شعب مسلمُُ مُسالمُُ بطبعه و الحمد لله إلا أنه يوجد بين ظهرانينا من يكيل التهم و يكيد المكائد و يعد العدة لتخريب البلد عن طريق أجندات خارجية مدفوعة الثمن لمرتادي هذا النهج اللاوطني و اللاأخلاقي، و هو ما يستدعي منا كأناس جبلوا على حب أوطانهم حريصين على أمنه و إستقراره مهما كلف من ثمن نوثر حبه و أهله على أنفسنا و لو كانت بنا خصاصة غير آبهين بالإملاءات الخارجية و تقاعس البعض منا و تضليله الإعلامي الذي يؤثر في الوطن أكثر من أن ينفعه..
سيدي الرئيس بوصفكم رئيسا شرعيا للبلاد و حامي حماها يفترض بكم أن تكونوا حريصين أكثر من غيركم على سلامة و أمن و إستقرار وطنكم، و تعرفون حق المعرفة تصرف أولئك المضللين الذين يكيدونكم في الكواليس كما عملوها مع من أتوا و تربعوا على العرش قبلكم، فقد مدحوهم و وصفوهم بأعظم الأوصاف حتى وصلوا لدرجة الخروج عن الملة و المألوف و هي عادة دأب عليها ساكنوا هذا البلد من المنتبذ القصي، حيث أن هنالك شلة جبلوا على النفاق و التزلف و التملق و التقرب من الأنظمة المتعاقبة على حساب الوطن و المواطن دون أن يرف لهم جفن، و كأن ما يفعلون صوابا دعته الحاجة من وجهة نظرهم دون وعي منهم بخطورة الأوضاع و حدة الخناق الذي فرضوه على الأمة بأن من لم يتصرف مثلهم و يحذو حذوهم فلا مكان له عند الحاكم و لا يقربه، و هي نظرة خاطئة تتطلب منا جميعا القضاء عليها و التبصر بعقلانية سبيلا في بناء وطننا و عز أهله و صون كرامتهم و توفير العيش الكريم لهم، إذ لا يتأتى ذلك إلا بالعدل و المساوات بين أفراد المجتمع و نبذ الظلم و الكراهية و طرد دعاتها و نفيهم خارج الوطن لأنهم مدفوعين و مسيرين بأجندات خارجية همها الوحيد تخريب الوطن و تعكير صفو أهله، و اللعب على وتيرة الطائفية و الشرائحية و العنصرية المقيتة التي تتنافى و مبادئ شريعتنا المحمدية السمحاء التي جمعتنا تحت سقف واحد و رصت صفوفنا جنبا إلى جنب دون تمييز و لله الحمد..
سيدي الرئيس إن شلة النواب التي دعت مؤخرا لتعديل الدستور لا يمثلون من إنتخبوهم و هم بذلك قد خرجوا عن المألوف و تجاوزوا على القانون و الأعراف الدولية، كما أنهم أيضا رفضوا الإنصياع لأوامركم و أنتم القائل أكثر من مرة بأنكم لن تترشحوا لمأمورية ثالثة إحتراما للدستور و تماشيا مع مبادئ التناوب السلمي للسلطة، و هذا النهج الذي إتبعته هذه الشلة من الرعاع عديمي الفائدة غير المحببين لدى عامة الناس يعتبر تجنيا على الوطن و المواطن كما أنه ترسيخ لثقافة التملق و التزلف التي راح ضحيتها الكثير من من إعتمدوا على هؤلاء حتى أخرجوهم من المشهد بفعل تصرفاتهم الغير مضبوطة..
و عليه فكلنا أمل أن تأخذوا يا سيادة الرئيس رسالتنا هذه في الحسبان و أنها مجرد مواطن بسيط ناصح يسهر على المصلحة العليا لبلده و يسعى جاهدا لأن يرقى هذا البلد مصافي الأمم في أمن و أمان و طمأنينة و رخاء مع تعايش سلمي بين كافة فرقائه السياسيين و كذلك باقي أطياف المجتمع بشتى شرائحه و أعراقه..
تحيا موريتانيا حرة أبية معزز أهلها مكرمين و إلى مزيد من التقدم و النماء و التألق..
كامل الود.