ولد عبد العزيز و مواصلة رقصة الديك المذبوح / سيدي علي بلعمش

أحد, 01/13/2019 - 23:53

في زيارته السابقة لإيران، لم يسمح البروتوكول الإيراني لأي مسؤول موريتاني بمرافقة ولد عبد العزيز في زيارته لبعض منشآتهم العسكرية !!
و اليوم يرسل الرئيس الإيراني وزير دفاعه (لا وزير خارجيته) لولد عبد العزيز و يستقبله الأخير انفراديا من دون حضور وزير دفاعه و لا أي مسؤول موريتاني آخر!!
و بعيد لقائه به ، يتحدث وزير الدفاع الإيراني ـ في كلمة للصحافة ـ عن أهمية الموقع الاستراتيجي لموريتانيا!!
و ما يعنيه وزير الدفاع الإيراني ليس سرا ؛ فبتواجد أي قاعدة إيرانية بالقرب من نواذيبو ، تصبح كل العواصم الأوروبية في مرمى صواريخهم. و بتحول موريتانيا إلى لبنان أخرى (و من سوريا سيتجه ولد عبد العزيز إلى لبنان، للتذكير)، تصبح جزء من الأمن القومي الإيراني بكل ما تعنيه الكلمة (دينيا و سياسيا و عسكريا و استراتيجيا و تطرفا و تمردا و تمزقا)..
و لأن ولد عبد العزيز ظل دائما يستخدم علاقته مع إيران (في حدود المسموح به غربيا) لابتزاز دول الخليج ، يكون من المهم أن نتذكر أن هذه الزيارة الغريبة لوزير دفاع إيران تأتي قبل أيام فقط من زيارة ولد عبد العزيز للإمارات العربية المتحدة ، بعد عجز شركة المعادن "اسنيم" عن دفع حصتها السنوية للميزانية العامة و تراجع دخل الصيد و استحالة زيادة سعر الوقود و امتعاض المواطنين من ثقل الضرائب الذي وصل مرحلة الانفجار و تجاوز المديونية الدولية سقفها بأكثر من 100% من الناتج القومي.
من جهة أخرى ، كانت الجزائر ترفض لولد عبد العزيز تجاوزها في ربط علاقات مباشرة مع المنظومة الروسية في وجه فرنسا ، فانتهز هذا الظرف الذي ينشغل فيه الرئيس ماكرون (الذي رفض له أي تفكير في المأمورية الثالثة في زيارته الأخيرة) و الحكومة الفرنسية بمشاكلهم الداخلية، ليضغط على الجزائر عن طريق القفزة النوعية (بلا مقدمات) في العلاقات مع المغرب ، لتسهيل تحوله إلى المجموعة الروسية بحثا عن حماية للتجا وزات الدستورية التي ينوي القيام بها . و يبدو واضحا الآن من خلال زيارة وزير الدفاع الإيراني و زيارة ولد عبد العزيز لسوريا (بعد الإمارات) أن شهر عسل العلاقات الموريتانية المغربية سينتهي سريعا ـ كما توقعت سابقا ـ بطلاق ثالث (لا تحل فيه إلا ب ...) ففي النهاية، لا يستطيع ولد عبد العزيز الالتحاق بالحلف الروسي دون المرور الإجباري بالجزائر التي لا تخفي شروطها في علاقاته مع المغرب.
الغريب أن دول الخليج (الإمارات و السعودية) التي تعرف جيدا أن ولد عبد العزيز يبتزها بالعلاقات مع إيران و تتمنى نهاية حكمه ، تظل هي المنقذ الوحيد و الدائم له كلما ضاقت به ظروف مادية لا حل لها ..
و لا شك أن هذه مغامرة كبيرة و خطيرة لكن و كما قلت دائما ، ليس أمام ولد عبد العزيز ـ و يدركها هو جيدا ـ إلا أن يبقى في الحكم أو يذهب إلى السجن بقية حياته و هذا لن يستسلم له.
أما من يقولون له عليك أن تتسامح مع الشعب و تتصالح مع المعارضة و تخرج الرئاسة من بوابة التاريخ الواسعة ، فإما أنهم لا يعرفون أي شيء عن ما ارتكبه ولد عزيز من إجرام في حق هذا البلد و أهله و إما أنهم يريدون الانتقام منه على طريقتهم الماكرة : ولد عبد العزيز لا يستطيع أن يدخل التاريخ و لا يستطيع أن يخرج منه ـ ويدركها ولد عبد العزيز جيدا في قرارة نفسه ـ لأنه أصغر مما تتصورون .. لأن المجد لم يكن يوما همه.. لأن مصلحة موريتانيا هي آخر ما يمكن أن يفكر فيه .. لأن المهمة التاريخية الوحيدة التي عمل عليها منذ اغتصب السلطة في موريتانيا ، لن يتم تقديمها للتاريخ إلا في محكمة عادلة لن ينجيه منها غير الموت.