من خيانة الأغلبية إلى خيانة "المعارضة" / سيدي علي بلعمش

ثلاثاء, 01/15/2019 - 15:20

إن تراجع المعارضة عن المطالبة بمحاكمة هذه العصابة البرلمانية الحقيرة و تجريدها من حصانتها البرلمانية غير المستحقة، ستكون أكبر خيانة في حق هذا الشعب و في تاريخ الدولة الموريتانية.
كل المفاهيم الخاطئة للمسؤولية.. كل التجاوزات القانونية المسكوت عنها.. كل أشكال احتقار المنتخبين للشعب.. كل معاني الاستغلال السيئ للقانون .. كل انعكاسات سياسة اللا عقاب.. كل مساوئ التنازل عن الحقوق.. كل عيوب الديمقراطية الشكلية (...) ، تمثلت بأعلى درجات احتقار الشعب و الاستخفاف بردة فعله في ما فعلته هذه العصابة البرلمانية الخائنة بقيادة بابي ولد اعلي و وزير النفط و احميده ولد اباه و بأوامر من ولد عبد العزيز ، الذي يصدر لنا اليوم هذا البيان ، باسم الرئاسة، إمعانا في الاحتقار و الاستخفاف بعقولنا ، كأنه كان آخر من يعلم !!
إن أي تنازل عن محاكمة هذه العصابة المدانة دينيا و قانونيا و أخلاقيا و اجتماعيا و سياسيا و ماليا ، يعني النهاية الحقيقية لقوة الرفض في هذا البلد .. يعني فتح الطريق لولد عبد العزيز لفعل ما يشاء و فرض ما يشاء و تجاوز ما يشاء..
ـ المجلس الدستوري ملزم دستوريا بإصدار فتوى حول فعلتهم الإجرامية ..
ـ البرلمان الموريتاني ملزم بإصدار فتوى قانونية حول جريمة هذه العصابة التي وضعت البلاد خلال أسبوع كامل في أقصى حالات الاستنفار مما كان يمكن أن يؤدي إلى الخروج عن السيطرة في أي لحظة و لأقل سبب..
ـ و على ولد عبد العزيز أن يثبت لكم بقرار رئاسي، لا ببيان ممجوج يستغفلكم، هل مهمته حماية الدستور و الحوزة الترابية أو حماية إجرام أقاربه و مقربيه ؟
ـ و ما زالت لافتات المهرج ولد إياهي في شوارع نواكشوط ، المطالبة بمأمورية يمنعها الدستور و تجرمها القوانين ، دليلا قاطعا على خيانة وكيل الجمهورية و رئيس الدولة و ولاة نواكشوط .. ما زالت أبواق مسيرات النفاق و التزلف المطالبة بإلغاء الدستور في البحر تصم آذاننا ؛ فإلى متى هذا الاحتقار؟
لقد سكتت المعارضة طويلا عن هذه التجاوزات الإجرامية و الآن وقد فجروها إمعانا في احتقاركم و الاستخفاف بوجودكم ، على نفاد صبركم أن تكون له حدود .. أن يكون له معنى ..
لقد أثبتت "الموالاة" في هذه الأزمة الخطيرة أنها ليست كلها ولد محم خيرة و لا ولد أجاي و لا ولد بايه و هي مواقف نستكبرها و نقدرها و نأمل أن تكبر و تتسع في الأسابيع القادمة بما يخدم استقرار البلد و إيقاف نهب ثرواته و الالتفات إلى معاناة ضعافه و فقرائه و مهمشيه..
إن بلدا تتجرأ فيه شرذمة من الجهلة مثل ولد صهيب و ولد الدولة و ولد الخرشي و بوي احمد ولد اشريف ، على مثل هذه الجريمة و تخرج ببيان من "الرئاسة" كأن شيئا لم يكن، هو بلد لم يعد يحكمه غير الفوضى .. أين الدولة .. أين السلطة و أين المفر حين يصبح نواب برلمانيون يطالبون بالتوقيع على وثيقة للعبث بالدستور و انتهاك القوانين؟؟
إن تجاوز هذا الأمر اليوم ، هو أكبر جريمة في حق بلدنا و مجتمعنا و لن نتحدث بعد اليوم عن معارضة و لا عن قانون و لا عن عرف ، إذا لم تتم محاكمة هذه العصابة المجرمة ..
أن يحتقركم ولد عبد العزيز ، هذا أمر عادي. لكن أن تحتقروا أنفسكم إلى هذا الحد، فهذا ما يؤسف له حقا!!
لقد مثل هذا البيان "الرئاسي" (بيان شكر "المتمسكين بشخصه و بالنهج الذي أرساه") قمة الاحتقار للشعب الموريتاني و سيمثل قبوله من قبل النخبة القضاء على آخر قطرة دم في شرايين خجلنا ..
إذا كان ولد عبد العزيز يستطيع أن يطفئ حريقا بهذا الحجم ببيان "رئاسي" يتغزل على إنجازاته ، فأي معركة تستطيعون دخولها معه ؟
على الشعب الموريتاني .. على الشباب الموريتاني ، أن يحزم أمره و يواجه مصيره .. عليه أن يفهم اليوم أنه فقيه نفسه و منظر نفسه و قائد نفسه و موجه نفسه : انتفضوا لحماية بلدكم الطيب الجميل .. انتفضوا لاحتقار من يحتقركم .. انتفضوا ضد من يرمي لكم ياي بي الفاسدة حين لا يريد ظهوركم في الشارع.. انتفضوا ، انتفضوا ، انتفضوا : لقد التصقت بكم كل صفات العار و الجبن و الخيانة
لقد سقطت كل أكاذيب السياسة و أقنعة الجبن ، فانتظموا في تشكيلات جماعية بالأحياء و دافعوا عن بلدكم و كرامتكم : فلا يدخل أحياءكم مزور و لا مشتري بطاقات تعريف و لا صاحب دعاية و لا تقبلوا بالتزوير في أي مكتب بأحيائكم .. لا تقبلوا بأي لافتة كاذبة في أحيائكم .. و كرروا ، كرروا ، كرروا ؛ ألا بعد بالسياسة و السياسيين.