المنقذ؛ منكم ! جمال ولد حمود

أربعاء, 01/30/2019 - 20:11

فى عالمنا الثالث _خاصة موريتانيا_ نعاني أمراضا خطيرة كالفقر و الأمية و البطالة و ضعف التغطية الصحية، هذا بالإضافة الى غياب الوعي الوطني و المدني، فمجتمع تحكمه الخرافة و تشيع فيه ثقافة التمصلح يظل عاجزا عن ايجاد حلولا لمأساته و معاناته و أمراضه كيف لا و آخر ما يهم المجتمع هو عبور صحراء الرجعية و الثورة على سلطة الاقطاع؛ فهذين الصنمين يعتبرهما المجتمع المتخلف السبب لبقائه و الضامن لإستمراره !
و بحثا عن معالجة ناجعة لهذا الموضوع ينبغي التطرق لنقطتين أساسيتين ..
أولا - الوطن موريتانيا و هل يستحق ما يحصل له وفيه ؟
ثانيا - المنقذ و ميزاته ؟

أولا :
الأمر الذى لا يدركه أغلب أبناء مجتمعنا ولا يريدون فهمه ولا تقبله هو أن وطننا يستحق الأفضل، نعم يستحق أفضل منا و أفضل من تمصلحنا و رجعيتنا، و طننا يستحق رغما عنا الأفضل..!
و طننا الجميل المعطاء، و طننا الأصيل الحنون الذى لم يبخل على ساكنته لا بالماء ولا الغذاء و لا المناظر الخلابة الساحرة، وطننا الذى صمد الآباء المؤسسون من أجله و حلموا من أجله و أحبوه و أحبوا لأجله، تعلموا و سافروا و جابوا انحاء المعمورة من أجله، و طننا الذى استشهد الجنود البررة من أجل أن يظل آمنا و يظل حالما و خصبا معطاء؛ و طننا الذى صمد فى وجه كل موجات النهب و قاوم السلب، وطننا الذى تجاوز صناع الحروب الأهلية، وطننا الذى آمن بأن الأجيال المتاعقبة ستخلصه من جور أبنائه الخونة، وطننا الشامخ رغم كل الهزات و رغم كل التناقضات يستحق الأفضل و يجب أن ينتشل من حضيض النسيان و براثن الجهل و خيبات التجاهل و نعبر به الى بر الحياة و الإزدهار و نور العدل و مميزات المدنية، و طننا يحتاج لثورة تخلصه مما عانى و يعاني يحتاج وقفة وفاء و إحساس حب و صدق طموح يحتاج وعي نضال و تحرر المرأة و إخلاص رجال..
حتما عند توفر كل تلك الظروف سنكون على الطريق القويم و الدرب السليم و لكن من أجل توفر تلك الظروف نحتاج الى منقذ فمن هو المنقذ و ما هي ميزاته ؟

ثانيا:
قديما قيل لكل داء دواء ولكل أرض أهلها و كل أرض عند أهلها شام و شامنا موريتانيا؛
عندما نمتلك الإرادة يتحول السراب الى حقيقة و الكرب الى نجاح، و تكون كربلاء تسر كل من يرى؛
إن المنقذ لوطننا موريتانيا هم بناته و أبنائه اللائي و الذين لم يومنوا بغيره وطنا و بغير أرضه حضنا و مستقرا ،إن ابناء و بنات الوطن هم وحدهم من يمكنهم انقاذ الوطن و بالتالي انقاذ مجتمعهم و ارواحهم، فالوطن سفينة تغالب عباب الحياة و عواصفها الغدارة و المواطنين هم ركاب هذه السفينة و قبطانها، و انقاذ الوطن لازم من أجل مزاولة العيش الكريم على شاطئ العبور المطل على فضاء الغد و النور ذلك الشاطئ الذى أساسه العدل و الحرية على مدى العصور، و لا طاعة و لا سيادة فيه لغير الشعب فهو وحده ولي الأمور.
لكن على المنقذين أن يتحلوا ببعض المبادئ الأساسية؛ و أول هذه المبادئ أن يؤمنوا بأن الحرية هي الأساس لكل تغيير و عليهم ان يعوا أنهم هم سادة مواقفهم وآرائهم..
يجب على المنقذين