الوزير الأول ولد بوبكر... رجل الدولة والدوبلوماسي الذكي المنفتح.

سبت, 02/09/2019 - 19:55

ولد بوبكر... رجل الدولة والدوبلوماسي الذكي المنفتح.

مقدمتان قبل الموضوع:

أكتب عن ولد بوبكر انطلاقا من قناعتين:

- القناعة الأولى أن المعارضة يجب أن تختار مرشحا من خارجها، ليس لعدم قدرتها على إخراج مرشح من داخلها، فهي مليئة بالرموز الأكفاء وأصحاب السجل النظيف، ولكن الواقعية السياسية تقول بأن هذه المواصفات وحدها لاتكفي، لمن يريد أن يخوض غمار انتخابات سياسية بهذا المستوى، بل يحتاج المرشح ألى سند مالي، واجتماعي، يضيفه إلى شعبية المعارضة، لذلك فالبحث يجب ان يكون عن من يضيف للمعارضة شعبية (سياسية أو اجتماعية) جديدة، ترجح بها كفتها في مواجهة مرشح السلطة. مع شيء من نقاء السيرة أو على الأقل عدم سوئها.

-القناعة الثانية: أن العاقل ليس من يعرف الخير من الشر، وإنما من يعرف خير الخيرين وشر الشرين، لذا فحديث الواقعية يملي على المعارضة أيضا أن تنظر في الساحة وان تختار أقدر المرشحين على المواجهة وأحسنهم سجلا، وأن تأخذ هذا الأمر وهي تبحث ملفات المرشحين، فحساسية المرحلة، واهمية اللحظة الراهنة، تملي عليها التخلي عن الأنانية السياسية والبحث عن طريقة جادة لهزيمة مرشح النظام أو على الأقل جره إلى الشوط الثاني، لعل مفاجأة ما يخبؤها القدر، فأهم ماكشفته الانتخابات الماضية ان المعارضة لم تقدر قوتها الحقيقة، ولم تتوقع حجم رفض الشعب للنظام وحجم التململ الحاصل.

سيدي محمد ولد بوبكر (ولد في 31 مايو 1957) هو رئيس وزراء موريتانيا من عام 1992 إلى عام 1996 ومرة أخرى في الفترة من عام 2005 إلى عام 2007.

يتم هذه الأيام تداول اسمه من ضمن الاسماء التي ستختار منها المعارضة مرشحها الموحد للرئاسيات.

ثلاث أو أربع خصال يجمعها هذا الرجل، تميزه عن غيره:

-أولها التجربة: فقد شغل منصب رئاسة الوزراء مرتين، وفي فترتين متباعدين وفي ظل نظامين، فهو عارف بالدولة ودهاليزها، وعلاوة على ذلك شغل منصب سفير في كل من فرنسا ومصر سنين عدة.

-الانفتاح: فرغم كونه أحد رجالات الدولة وكوادرها الحقيقيين، إلا انه يحتفظ بعلاقة لا بأس بها مع أطراف متعددة في الطيف السياسي، فهو رجل دولة وليس رجل حزب او نظام. يحافظ على المسافة بينه كمسؤول في الدولة وزير/سفير مسؤول عن مصالح المواطنين (مولاة ومعارضة) وبينه كشخص له وجهة نظر سياسية تختلف معهم.
(له قصة في استضافة الرئيس أحمد ولد داداه في فرنسا أيام حكم ولد الطايع وقصة أخرى في استقبال النائب محمد غلام 2012 في عز أزمة الرحيل وحراك المعارضة ضد النظام).

-الأخلاق: في التعامل مع الآخرين، في تعاطيه مع المواطنين، وهذا شيء وجدت له شهادة من 4 شخصيات مختلفة الأول قيادي من صقور المعارضة ونائب برلماني سابق، له تجربة مع الرجل، والثاني قاض خلوق ومحترم، شهد لولد بوبكر بالمسؤولية والأخلاق، والشهادة الثالثة لأحد الطلاب المغتربين، الذين فاجأهم الرجل بتواضعه وأخلاقه خلال تعاملهم معه، في إحدى أزماتهم.

-انتماؤه للوسط الجغرافي في موريتانيا. وما يعني ذلك من امكانية الجمع والبعد عن الصراع الجهوي المزمن.

وعلاوة على ذلك ليس في سجل الرجل ما يشوبه او يسيء إليه بشكل كبير، مقارنة بنظرائه في الساحة.

هذا منشور أردت المشاركة به في النقاش الدائر، مادامت المعارضة لم تحسم مرشحها بعد.

والله الموفق وعليه التكلان.