
علينا قبل كل شيء أن لا ندخل هذه الانتخابات بروح انهزامية : أن لا نستجدي النظام و لا نطلب أي شيء من وزير و لا رئيس : هؤلاء موظفون لا علاقة لهم بالانتخابات : هناك لجنة وطنية للانتخابات و مجلس دستوري و قضاء . هذه هي الجهات المعنية بالانتخابات و كلها ملزمة باحترام النصوص و لا تفاوض معها خارج ما تمليه القوانين و لا مكان و لا تفاوض مع أي جهات أخرى في شأن الانتخابات ، مع رقابة صارمة على الجهاز التنفيذي ، المسؤول عن الأمن و إعداد الساحة لانتخابات نزيهة و شفافة. انتهى زمن وزير جمع بطاقات التعريف و مدير المربع الملآن و استخدام وسائل الدولة و إفهام الناس أن الانتخابات مجرد إجراء شكلي سيعلن بعده ـ مهما كانت النتيجة ـ عن فوز مرشح النظام.
لا تحتاج المعارضة اليوم (بالضرورة) إلى مرشح موحد و لا حتى إلى حملات انتخابية بالمال، لكنها تحتاج إلى موقف موحد و صارم لمنع أي شكل من أشكال التزوير . و كل جهة تتخذ هذا الموقف اليوم هي جهة معارضة بامتياز و وطنية بكل المعايير و كل جهة ترفض التعاون في منع التزوير هي جهة معادية للوطن ، يجب محاربتها و عدم الاعتراف بشرعية ترشحها و انتخابها..
ـ أول ما فكر فيه المجرم ولد عبد العزيز في مجال التزوير في حملته الأولى هو كان إلغاء ما يميز سيارات الدولة : يجب اليوم تشكيل لجنة لإعادة شعارات الدولة على سياراتها (SG، سنيم، شركة الماء و الكهرباء، الصحة، التعليم، المواني، الأرقام العسكرية و شبه العسكرية...)
ـ يجب الآن حل مفوضية الشرطة السرية المسماة "اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات" بعدما أثبتت خيانتها و ولاءها الأعمى للجهاز التنفيذي و يجب إنهاء مهمتها برسالة توبيخ موقعة من الجميع و إبعاد أصحابها مستقبلا من أي أمانة وطنية لأنها لجنة خائنة ، كان موقفها يمكن أن يضع موريتانيا في خطر حقيقي لولا صبر أهلها و تسامح معارضتها . و يجب توبيخ و تعرية لجنة المحلفين التي تم اختيارها على معايير زبونية مخجلة، باسم معارضة مضحكة : بيجل و ولد امين و مسعود .
ـ اللجنة الوطنية للانتخابات يجب أن تتشكل من أصحاب خبرات ، لا سوابق لهم و لا طعن في تاريخهم و من مختلف الطيف السياسي و المجتمع المدني و المستقلين و لا بد من تحديد عقوبات رادعة ضد كل من يثبت تقاعسه أو انحرافه عن مسطرة عملها سواء من قيادة اللجنة أو من أتباعها.
ـ المجلس الدستوري الحالي عبارة عن جمعية معوقين ؛ الجهل بالاختصاص لدرجة لا يمكن وصفها، عدم الأمانة، ميوعة الشخصيات، النفعية، التزلف ، التملق ، ليس من بينهم شخص واحد يتحلى بميزة واحدة من كل ما تتطلبه مهمته ، بل ليست هناك ميزة مطلوبة في أي منهم لا يوصف بعكسها بين الجميع.
ـ يجب معاقبة كل موظف للدولة يدخل أي حملة موالية أو معارضة باسم و ممتلكات الجهاز الذي يتولى تسييره و إلزامه (ضمن نصوص الاتفاق على رفض التزوير) بدفع رواتبه منذ شغل منصبه في الدولة حتى اليوم؛ لأنه خان الأمانة و لم يخدم الدولة و لم يخدم الشعب (هذه إحدى أكبر عمليات أكل المال العام التي لا يتحدث عنها أحد).
ـ كل مترشح لا يلتزم بمحاربة التزوير و يرفض التوقيع عليه، يتعهد الجميع بعدم الاعتراف بفوزه و إذا صح حدوث التزوير من قبله أو من قبل حملته ، يتم منعه و منع كل قادة حملته ـ مدى الحياة ـ من الترشح لأي منصب انتخابي أو تولي أي مسؤولية في البلد، إلا من تبرأ منهم في آنه .
ـ يجب تحديد دور وزارة الداخلية و إلزامها بالوقوف عنده و إلزام أطرها بحضور دورة تأهيل عن أخلاقيات العمل الوظيفي و مفهوم الدولة و دور وزارة الداخلية فيه.
حين تكون هناك انتخابات نزيهة و شفافة ، خالية من أي تزوير سيكون الجميع رابحا ، سواء في ذلك من نجح و من تفضل عليه الله بأن لا يتولى أمر هذا الشعب المطحون بعد هذه الآفة الخطيرة التي محقت الأخضر و اليابس بلا رحمة. طبعا سيكون ولد عبد العزيز و عصابة نهبه هو الخاسر الأوحد و يجب أن يكونها. و يجب أن تكون عصابة علي بابا عبرة لكل من يتولى تسيير المال العام من الآن فصاعدا . (تلك قصة نؤجلها إلى وقتها)
و "بقدر ما يكبر الإنسان يصغر الوطن" : على الجميع أن يفهم من الآن، أن الرئيس القادم ، لا يعين على مزاجه و لا يصدر الأوامر في كل كبيرة و صغيرة و لا يعطي الصفقات المباشرة و لا يتدخل في القضاء و لا يقوم بالزيارات الكرنفالية في القبائل و الجهات و لا يكرس وسائل الإعلام العمومية لتأكيد ألوهيته و شرف قبيلته : انتهت هذه الكليشات الجاهزة التي يعيش عليها تقي الله الأدهم و الدده سالم و أمثالهم، منذ أكثر من ربع قرن...
نريد رئيسا نحترمه و نعارضه : نحترمه لأنه استحقها بأصوات الشعب بلا تشكيلك و لا طعون و نعارضه لأننا نختلف معه في ترتيب الأولويات لا في تعارض البديهيات .. أو رئيسا نختاره و نؤيده لأنه لا يصنع من موالاته بلطجية حقيرة و لا من معارضته أعداء للوطن..
ـ نريد اليوم موريتانيا بلا "صفاكه" و لا أمثال ولد محم خيرة و ولد الشيخ و ولد أجاي من المتملقين بدرجة سخافة ، تسيء إلى سمعة الدولة و هيبتها : أمثال هؤلاء يكونون وزراء في تمثيليات فرقة بنه و بط مكعور و أعيمر ، لكن وجودهم في دولة حقيقية في القرن الواحد و العشرين ، أمر لم يعد على وجه الأرض من يستطيع تصديقه. الوزير و الوالي و المدير (...) شخصيات اعتبارية سامية تمثل هيبة الدولة ؛ لا يقفون بين العامية كالمهرجين ، مثل ولد أجاي : "المهم حين تسمعون ذكر اسم عزيز عليكم أن تصفقوا بحرارة" (كم أنت مهرج حقير و وضيع يا ولد أجاي)
خروج موريتانيا اليوم من هذا المستنقع الخطير يلغي كل مفهوم للمعارضة و الموالاة : هناك فريقان بلا ثالث ؛ من يريدون موريتانيا و من يريدون بقاء عصابة دمرت كل شيء و حققت لهم بعض المصالح غير المستحقة ، يريدون استمرارها على حساب شقاء شعب كامل.
كل الشعب الموريتاني اليوم مع المعارضة و كل من لا يريد بقاء ولد عبد العزيز بأي شكل ، معارضة. و كل من يريد بقاءه بأي شكل أو أي درجة خجل عدو لهذا الوطن . و أريد أكثر من هذا كله أن أؤكد جازما لشعبنا المغلوب على أمره، أنه حتى هذه اللحظة ، لم يتم الحديث عن ترشح أي شخص يمكن أن يكون امتدادا لولد عبد العزيز و لا استمرارا لنهجه الوضيع و لا آخر مستعدا لحمايته ، لكن ولد محم خيره و ولد بايه و عزيز لم يبق أمامهم غير التمني و لا أحد يمكنه احتكار التمني و إن كان طمع إبليس بالجنة أقرب مما يطلبون.