
نحن الآن أمام حالة استثنائية فريدة من نوعها في العالم و لا بد أن يكون لها ما بعدها : "رئيس" مجرم (رئيس عصابة طبعا) بشهادة العالم أجمع و حكومة خائنة و إذا لم يقم البرلمان بحجب الثقة عن "الرئيس" و الحكومة و محافظ البنك المركزي و تقديمهم للمحكمة ، سنكون أمام دولة مجرمة بكاملها، لأول مرة في تاريخ البشرية.
علينا اليوم أن نختار بين أن يكون عزيز و حكومته مجرمين و بين أن تكون دولتنا كلها مجرمة: في الحالة الأولى ستحاكم عصابة الإجرام التي نهبت البلد و ترد إلى موريتانيا بعض ممتلكاتها و في الحالة الثانية سيتم تقديم لوائح دولية مطلوبة للعدالة و يتواصل الحصار و تجميد الممتلكات الوطنية للبلد حتى يسقط النظام بثورة شعبية بعد أن يعجز الجميع عن شراء خبزهم.
هذه هي المشكلة التي كنا نصرخ بها دائما بأعلى أصواتنا : يا شعبنا الطيب أنت السبب في مأساتك .. لا تنتخب عصابات شبيكو و تهريب العملات و تزوير البضائع و تبييض الأموال.. كنا نصرخ بأعلى أصواتنا ؛ لا تحرقوا هذا البلد بإعطاء أصواتكم لمجرميه : و ها أنتم الآن تدفعون بهذا البلد إلى الهاوية من جديد بتجمهركم حول نائب رئيس عصابة الأشرار و أحد أهم رؤوس الفساد المالي و الأخلاقي ..
البلد الآن في مأزق لا تفهمونه و لا تدركون خطورته و السبب هذه العصابة الإجرامية التي تركضون من جديد خلف أتفه و أفسد إنسان فيها.
في البرلمان الموريتاني اليوم رجال و نساء نتوسم فيهم (من الجانبين) أن يتحملوا مسؤولياتهم الدينية و التاريخية و الوطنية : لا يهمنا أن يحصلوا على النصاب أم لا لحجب الثقة عن هذه العصابات التي أصبحت حديث العالم أجمع ؛ إن ما يهمنا هو أن يعرف العالم أن لهذا البلد أبناء يختلفون عن عزيز و غزواني و ولد أجاي و ولد محم خيره و ولد بايه (...) . هذا ما نحتاجه اليوم لحفظ بعض ماء الوجه . و من يدري قد تؤنب الكثيرين ضمائرهم و يستجيبوا لنداء العقل: العالم اليوم يتقفى آثار إجرام هذه العصابة التافهة بدقة و يملك كل ما يحتاج من أدلة لإدانتها و سيدينها جميعا و موقف البرلمان لا يحتاجه العالم بل يحتاجه البرلمان أولا لصيانة ماء وجهه و ثانيا لصيانة ماء وجه البلد.
لقد عاثت هذه العصابة فسادا و تجبرا في أرضنا و آن لها أن تحال إلى السجون.
الجيش الموريتاني لا تقال لعصابة مكنس .. لا تقال لجنرالات الكرتون.. لا تقال لكتيبة أزواد ؛ أيها الجيش الموريتاني المهمش ، المذل ، كن مع شعبك .. مع مجدك ، لنخرج بلدنا من هذا المأزق الحقيقي.