اعذروني / سيدي علي بلعمش

خميس, 03/14/2019 - 22:31

تصويب :
ـ قد يكون هذا المقال طويلا لأنه نزف ذاكرة وطن يحترق
ـ قد يكون محرجا لأنه يتقصى عار نخبة تعق وطنا أهداها كل شيء و ضنت عليه بأقل شيء
ـ قد يكون خاطئا أو مخطئا في بعض تفاصيله لأننا نعيش في كذبة كبيرة منذ تولت قيادة بلدنا عصابة الأفاكين.
لكن المؤكد أن عزيز و صنوه غزواني يظلمان هذا البلد أكثر مما يظلمهما هذا المقال و المؤكد أكثر ، أن النخبة التي تحوم اليوم حول غزواني تعرفها جيدا و تعرف أكثر و أكثر أن الفرق بين عزيز و غزواني هو من صنع مخيلاتهم ، ليس إلا ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل المعطيات على الأرض توحي الآن بوضوح لا لبس فيه ، بأن كل ما يدور على الواجهة حتى الآن ، يفتقر إلى الإقناع و العمق و قابلية الاستمرار.
المشروع السياسي الذي سيحكم موريتانيا ، لم يظهر بعد و احتمال قيام ثورة أو انقلاب عسكري أو فوضى عارمة، قائم أكثر من أي وقت مضى؛ قائم قبل الانتخابات و سيظل قائما بعدها، إذا لم تكن انتخابات نزيهة و شفافة و خالية من أي شوائب و هو ما لا تلوح بوادره حتى الآن لا من خلال أريحية مزاج "العصابة" و لا من خلال قوة ضغط "المعارضة":
ـ مصالح العصابة متضاربة و متناقضة لكنها كلها مرتبطة بمناخ فساد واحد ، لا بقاء لأي منها من دون استمراره.
ـ "المعارضة" المهيمنة ، عاجزة عن تقديم مشروع بقائها و رافضة لظهور أي بديل لها.
ـ "الموالاة" بلا رأي و لا رؤية و لا قرار و لا برنامج، توهم الجميع أنها صاحبة الحل و العقد و تعرف في نفسها أنها إذا حضرت لا تستشار و إذا غابت لا يسأل عنها.
ـ "برلمان" من التجار و السماسرة، و أصحاب السوابق (شبيكو، تهريب العملات، تبييض الأموال ...)، يعاني جل أعضائه من القصور و الانحراف؛ القانون في فهمهم هو ما يقوله الرئيس و الصواب ما يريده الرئيس : ليس للشعب دين عليهم و لا للقانون سلطة و لا للأخلاق مكانة؛ الرئيس هو من رشحهم و هو من دعا الناس للتصويت لهم و هو من زور الانتخابات ليدخلوا قبة البرلمان بمنظومة تجاوزات هي التي يؤمنون بها و يحترمونها و يدافعون عن استمرارها. و بكل وضوح و اختصار، يعتبرون أنفسهم منتخبي "النظام" لا الشعب و هي حقيقة يظلمهم كل من لا يعترف بها.
ـ الجيش ثلاث صفوف لا يمر التيار بينها :
(1) جنود يعيشون فقرا مدقعا أصبح أكثرهم يرتبط بحركات و أحزاب سياسية و قل أن يتم القبض على عصابة من ثلاثة أشخاص إلا و كان من بينهم جندي أو شرطي و لم يحدث أن يكون من بينهم جمركي بما يكفي لتأكيد أن موجة التلصص و الانحراف التي تعيشها البلاد ليست ثقافة المجتمع و إنما بسبب الفقر و الظلم و انحراف "النخبة" و غياب العقوبة..
(2) قيادة من رتب أكثرها إن لم نقل كلها ، غير مستحقة ، فاسدة حتى النخاع ، تجاوزت الحدود في الدوس على العقيدة العسكرية و تقاليد المؤسسة و ميكانيسمات القيادة و قلبت هرم الأوامر و الاستحقاق و التميز و الامتياز : الجيش المصري (أكثر من مليون تحت العلم) فيه 8 جنرالات و لدينا الآن نيف و 40 من جنرالات الكرتون و يكفي أن نقول إن أهمهم و أكبرهم رتبة في الجنرالية، السمكري (Tolier) ولد عبد العزيز : هناك درجة من الوقاحة لا يمكن أن تسلم من أوساخها إذا حاولت نقلها للناس...
(3) صف ثاني من خيرة ضباط البلد ، يعانون التهميش و الحرمان و يعيشون في دوامة "ترتيبات منع انقلاب عسكري" : تنقلات مستمرة ، إبعاد عن القيادة ، الرقابة الدائمة، المهام الوهمية البعيدة عن الاختصاص، البعد من نواكشوط (...)

ـ اللجنة الوطنية لتزوير الانتخابات، شهود زور ، أقسموا أن لا يخونوا مهمتهم (التزوير) و معيار فشلهم الوحيد هو أن لا تكون السلطة راضية عن عبقريتهم و جراءة مواجهتهم للحقيقة بوجوه فولاذية محصنة من الخجل و الحياء.
ـ المجلس الدستوري فرقة شعبية لتأييد كرة القدم ؛ تعتبر تزوير السلطة مهارات رياضية تستحق االتهليل و التشجيع و النتيجة المسكتة للجميع عنده هي ما أعلنته صفارة الحكم (اللجنة الوطنية لتزوير الانتخابات) .
هذا الوضع المعقد و الخطر الشائك يندفع الشعب الموريتاني اليوم مغمض العينين، إلى جوفه بلا مبالاة ، بما عرف عنه من استهتار و ما عرف عن نخبه من قصور و انتهازية ، من دون أن يتساءل أي منهم ؛ كيف يفكر ولد عبد العزيز للخروج من مأزقه؟
لا أحد يطرح هذا السؤال و لا أحد يحاول الرد عليه. و هذا يعني أن الجميع غير مدرك لما يتهدد البلاد من مخاطر بالغة و وشيكة.
المريب في الأمر هو خطاب ولد الغزواني الممرر بفنيات متقنة السذاجة "امهلوه حتى يتحكم و سترون ماذا سيفعل بولد عبد العزيز" و يكون مريبا أكثر حين نكون على يقين أن هذا الكلام يصل إلى مسامع ولد عبد العزيز. هذه الجملة المسربة من قمقم مغطى، التي يتداولها أنصاره، هي خطاب ولد الغزواني و هي برنامج حملته و هي مشروعه المجتمعي الأوحد.
هنا تكون قراءتنا تحتاج إلى معرفة الاثنين لا إلى ما يقولان : مثل هذه الألاعيب هي دأب ولد عبد العزيز و ولد الغزواني. و كل المؤشرات تؤكد أنها لعبة متقنة لمغالطة الشعب الموريتاني و جر كل من يكرهون ولد عبد العزيز (كل الشعب الموريتاني ناقص حوالي 400 شخص) إلى ظله و نسخته غير الموقعة، بأساليب لا يمكن أن تنجح من دون اختلاق هذا الصراع الكاذب .
و حتى هذه اللحظة ما زال ولد الغزواني يرفض مقابلة أي مثقف فطن و أي مجرب محنك لكي لا ينكشف أمره و ما زال يرفض أن يقدم أي تصريح أو مقابلة أو مؤتمر صحفي و ما زال تعهده و برنامجه الانتخابي مجهول المصدر ("امهلوه حتى يتحكم و سترون ماذا سيفعل بولد عبد العزيز") ، لغزا محيرا ؛ لا يغضب عزيز الذي يتوعده و لا يعترف به غزواني الذي يتلخص مشروعه المجتمعي فيه و لا يملك مناصروه كلمة واحدة غيره لتلميع رجل مرحلتهم كامل الأوصاف..!
ما زال ولد عبد العزيز حتى هذه اللحظة يبرم الصفقات و يشيد العمارات و يؤثث الصالات و يوقع الاتفاقيات و يعين في كل مجلس وزراء العشرات تلو العشرات ...!
إذا كان هناك صراع حقيقي بين الاثنين ستحدث بينهما مواجهات عسكرية قريبة و سيكون الغزواني أول ضحاياها ، لكنها لن تحدث .. لن تحدث .. لن تحدث ..
أعرف جيدا أن مثقفي البلد و أطره الأكفاء و ألمع رجال سياسته تعبوا كثيرا في العشر سنين الماضية و أصبحوا ـ بفعل الفراغ ـ أكثر رومانسية و أقل تجلد ، لكن علينا على الأقل حين نتذكر أن كل ما يهدد ولد عبد العزيز يهدد ولد الغزواني و أنه ذراعه الأيمن و رجل ثقته الأول ، أن نكون أكثر حذرا من الوقوع في نفس الفخ : ستعودون إذا فاز الغزواني عشر سنين أخرى، إلى زريبة حصار عزيز.
هذه المبررات المقطوعة من أسبابها ، لا تناسب العقول المنزهة : لم تقدموا لنا مبررا واحدا لتمرد غزواني على ولد عبد العزيز .. لم يقدم لنا غزواني إشارة بسيطة إلى ما يوحي بغير عكس ما تقولون و كل تصرفات ولد عبد العزيز تؤكد أنه ما زال رجل ظله الطيع الخانع، فأي مفسر أحلام أوحى إليكم بمثل هذه الخزعبلات؟
أكبر خطر يهدد موريتانيا اليوم هو عزيز و غزواني و أسخف كذبة اليوم هي ثورة غزواني المضحكة و أعذب ما يسمعه ولد عبد العزيز اليوم هو "امهلوه حتى يتحكم و سترون ماذا سيفعل بولد عبد العزيز" لأنها تميمة الإنقاذ المصممة في مكتبه و الموزعة من قبل أوفى الناس لاستمرار بقائه...
أول مترشح في تاريخ البشرية يقول للشعب "انتخبوني و سترون" هو ولد الغزواني و حين يفوز (لا قدر الله) سيقول لكم أمهلوني عشر سنين و سترون و حين تمر العشر سنين سيأتيكم بغيره و يقول لكم انتخبوه و سترون . ما أسهلها و أسخفها من دعاية .
التناغم بين ما يريده ولد عبد العزيز و ما يقوم به ولد الغزواني واضح الآن و سكوتهما على ما يصنعان بأيديهم من شائعات تؤكد خلافهما (الذي لا يظهر إلا من خلال هذه الدعاية بارعة التصميم) ، هو الدليل الأكبر و الأكثر قطعية.
ولد الغزواني لا يأتي من تصدع فوهة في جدار التاريخ؛ لقد تعلمنا من حوالي 15 سنة من التعاطي معهما، أننا نقع حتما في الخطأ :
ـ حين نصدق أيا من هذه العصابة الماكرة
ـ حين ننزه أيا منهم عن فعل أي أمر مهما كان مشينا أو شاذا
ـ حين نستغرب "أن يفعلها (...) أي منهم ، مهما كنت وقاحتها و سفورها
ـ حين نأخذ على محمل الجد قول أو فعل أي منهم في أي أمر..
لقد برر لنا ولد الغزواني (على طريقته)، انقلابه على نظام ديمقراطي منتخب (مهما كانت عيوبه) ، بالخوف من ولد عبد العزيز . و برر لنا انخراطه في الفساد الفاحش بالخوف من ولد عبد العزيز و برر لنا دفاعه عن أسوأ نظام عرفته البشرية، بالخوف من ولد عبد العزيز و ها هو الآن يحاول أن يبرر لنا عدم قدرته على الكشف عن نواياه ، بالخوف من ولد عبد العزيز ..
أإلى هذا الحد يستخف بعقولنا أبواق حملته ؛ فماذا حدث ليتغير صاحبكم؟ هل اشترى غزواني قلب أسد أو تكسرت مخالب ولد عبد العزيز ؟
و إمعانا في الاستخفاف بعقولنا، يقف أمامنا ولد الغزواني بلا خجل ، كأننا قادمون من كوكب آخر ليقول لنا في زفته الدونجوانية ، إنه يعرف "معنى الوعد" كأننا خرود يراودها :
1 ـ لقد أقسم ولد الغزواني عند تخرجه ، "بالله العلي العظيم أن يخدم هذا الوطن بوفاء" ، فكان من أكبر مفسديه و أكثرهم تخريبا و استعدادا لإشعاله إذا تطلب ذلك إخراج ولد عبد العزيز من ورطته و بمبررات تقول بوضوح إن خوفه من ولد عبد العزيز أكبر من خوفه من العلي العظيم و من النكث بالقسم المغلظ باسمه، جل و علا علوا كبيرا
2 ـ في هجوم من قبل آنتي ـ سيليكا على الوحدة الموريتانية في جمهورية وسط إفريقيا (2016) توفي الرقيب أحمد مسات و الجندي محمد المامي ناجي، فأصدر قائد جيوشنا الجنرال ولد الغزواني (المؤتمن العارف بالعهود) بيانا ادعى فيه أنهما توفيا بسبب الحمى. "و في اليوم الدولي لجنود حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة ( 24 مايو 2017 ) في حفل بمقر الأمم المتحدة ترأسه أمينها العالم ، وضع أنطونيو غوتيريس إكليلا من الزهور تكريما لجنود قوات حفظ السلام الذين سقطوا في المعارك و منحهم جماعيا وسام داغ هامرشولد (للجنود الــ 117 من العسكريين والشرطة والمدنيين الذين فقدوا حياتهم في عمليات حفظ السلام في عام 2016) و ذكر من بينهم ثلاثة موريتانيين : الجندي محمد المامي ناجي، والرقيب أحمد مسات والمتطوعة في الأمم المتحدة ساليماتا بوكر لي و ذكرهم بالأسماء و الرتب و الصفات. و قد تم التحايل المخجل على حقوقهم بعد إنكار وفاتهم على ميدان القتال. و سبق أن كتبت عن التحايل على رواتب و تعويضات و تذاكر جنودنا في كوت ديفوار الذين كانوا يعيشون ظروفا مزرية رغم ما تقدم لهم الأمم المتحدة من رواتب كبيرة و تعويضات أقرب إلى الضخمة ، ظل التحايل عليها رياضة العصابة الدائمة"(1) بئس ما تعرف عن الوعد و العهد و الأمانة و تحمل المسؤولية.
3 ـ كانت زوجة ولد الغزواني المستشارة الأولى (السفيرة الحقيقية) ، لأهم سفارة للبلد (أمريكا) و من دون أي وجه حق أو وجه منطق..
4 ـ تم إرسال ابنه و ابن صهره شيخنا ولد النني ، إلى قطر ، في دورة ضباط سيتم استدعاء المشاركين فيها إلى الامتحان بعد عدة أشهر من إرسال الاثنين !!! و أعادتهما قطر بعد قطع العلاقات معها و لا شك أنهما الآن في بحبوحة أخرى...
5 ـ منذ توليه الحكم مع رفيق سوئه، و صهره ولد النني على رأس إحدى أهم سفارات البلد من دون شهادة و من دون إتقان أي لغة حية و بلا تجربة و لا خبرة و لا موهبة في غير التزلف و التملق
6 ـ عدة نواب و عمد و رجال أعمال و تجار و موظفين سامين من نفس الأسرة ، بلا مقدمة و لا سابقة ...
هذا من دون الحديث عن استفادة كل محيطه الأسري و معارفه و كل شبكة دعايته التي تذرع موريتانيا اليوم شرقا و غربا و تنفث سمومها في كل بقعة من البلد.
و من دون أيضا و أيضا ما يخصه هو نفسه الذي تحول إلى بعبع مالي لا تبرر صفقاته و لا تراجع حساباته.
و يمتدح بعض السذج اليوم ولد الغزواني بأنه كان كريما مع مجموعة الضباط المحيطة به كأنه كان يصرف عليها من مال أبيه . و ليس في الأمر أكثر من رشاوى نظام جائر، على وجه "أعطى من لا يملك لمن لا يستحق"
و لا أقول في ولد الغزواني اليوم غير بعض حقنا و بعض حقائقه لكنني متأكد أن المتزلفين سيرغمونني بالتعصب الأعمى و الأكاذيب المضللة و الدعاية السخيفة ، إلى الغوص في سيرة متناثرة حد غمامة نواكشوط، كلها مساوئ و عيوب.
هذا هو التحلي بالمسؤولية الذي يشتهر به غزواني ..
هذا هو العهد الوحيد الذي يفهم غزواني معناه
هذا هو الأمانة و أخلاق الزوايا التي يتحلى بها الغزواني
كل المنحرفين سيذهبون مع مرشح عزيز
كل الأفاكين و النصابين سيذهبون معه
كل من يبيعون موريتانيا بوزن اسمها من الريح سيذهبون في حملة الفارس المظفر
لكن مهمتنا المقدسة و رسالتنا التاريخية هي أن نحذر الموريتاني العادي ، الواقع تحت تأثير الدعاية المغرضة و أيادي الرشوة الملأى بالمال العام ، من الوقوع في شراك هذه العصابة الشيطانية التي دمرت البلد و احتقرت أهله و نهبت خيراته.
و علي هنا أن أشير إلى أن غزواني تماما مثل عزيز ، لم يعد يحتاج إلى رئاسة جثة موريتانيا الخاوية على عروشها و إنما يريدها خوفا من آثار جرائمه التي لا تنتهي بالتقادم و هذا ما تتدافع اليوم مع الأسف ، نخبة كبيرة من خيرة أبناء البلد دراسة و تكوينا ، للتغطية عليه تارة و نكرانه أخرى و تحويله إلى فضائل حتى عند البعض.
أيها الإخوة و الأحبة ، ليس لي موقف شخصي من ولد الغزواني و لا غيره ، لكنني لا أستطيع السباحة عكس قناعتي و لا أستطيع السكوت على تدمير بلدي و احتقار أهلي.

و كأن هذا ليس بلدي المختطف .. كأنه ليس بلدي المنهوب .. كأنه ليس تاجي المكسر على رأسي .. كأنه ليس أرض آبائي و أجدادي المستباحة.. كأنه (...)، يقولون لي دع عنك الرجل ، ماذا عليك من ترشحه ؟
هنا فقط تستطيع أن تفهم معنى ولاء الموريتاني.. هنا فقط تستطيع بسهولة أن تفهم سذاجة الموريتاني و معنى حبه للوطن .. هنا فقط تستطيع أن ترمي كل ما في عقلك و تأخذ تذكرة بلا عودة إلى أي وجهة في العالم..
لقد وصلتني عشرات الاتصالات و عشرات الرسائل بين من يدعوني للانضمام إلى حملة "الرئيس القادم" و من يناشدني أن أترك انتقاده. و لم أجد من بينهم من يحمل إليه رسالتي بأن لا يجثم على صدري.. بأن لا يقطع رزقي ( فأنا لست منافقا و لا نصيب لغير المنافقين في دولتهم) .. أن لا يمن علي بابتسامة كاذبة مقابل احتلال أرضي .. أن لا يصدع مسامعي ب"توجيهات فخامته النيرة" ، المدمرة ، السخيفة الساذجة..
لقد أمضى ولد الغزواني رفقة صديق عمره مأموريتين بائستين ذاق فيهما الشعب الموريتاني كل الويلات و عرف فيهما كل الانحرافات ، استباحوا فيها كل شيء و احتقروا الجميع و داسوا على القيم و الأخلاق و نهبوا ما فوق الأرض و ما في بطنها و عاثوا فسادا ، بأقل وازع من ضمير و لا مسؤولية و آن لهم أن يرحلوا لأن بقاء أي منهما مثل بقاء أي منهما.
فأين هذا من دعمه و ترشيحه و تكريمه بقيادة بلد أركعته عصابة أشرارهم و استنزفت كل خيراته؟
قد لا أستطيع منع عزيز من الترشح و لا غزواني من الفوز ، لكن العار الذي لا أسمح لنفسي به ، هو أن أقر بعدالة الظلم أو أطبل لتدمير بلدي و احتقار شعبي ، فاعذروني

ـــــــــــــــــــــــــ
(1) : (فقرة من مقال سابق لي بتاريخ 11 / 08 / 2018 تحت عنوان "لا تصدقوا بيان الجيش". قلت فيه "لقد حول ولد عبد العزيز و عصابته جيشنا إلى مليشيات مسلحة للإيجار على غرار نظام التشرونا الذي يستنزفون به اليوم حقوق العمال الموريتانيين في كل مكان".