قرار حزب عادل: السياسة أو لا تكون؟! الحسن ولد عالي ولد الشريقي

خميس, 03/14/2019 - 22:34

قرأت بتمعن وتمحيص القرار التاريخي الذي أصدره حزب العهد الوطني للديمقراطية والتنمية، وهو القرار الذي جاء بكثير من مفردات السياسة، حيث سطر بواقعية ومنطق يستحقان كثيرا من الدراسة والبحث في علوم الفكر السياسي الحديث..
لم يركض الحزب خلف تلك العبارات المتهالكة التي ألفناها في قاموس ساستنا من قبيل الوصول إلي غاية دون تبرير، فسلكوا طريقا يلتمسون به ضمائر قواعد الحزب الشعبية وخطه المعهود في النضال والدفاع عن مبادئهم التي آمنوا بها و ظلوا ينافحون عنها، بأسلاليب لا تجريح فيها ولا قدح ولا ذم، كما دأب على ذلك بعض معارضوا النطام..
نجح الحزب عبر بيانه الذي خرج به في تقديم ممنهج للواقع السياسي الحالي والمكاسب التي تحققت من خلال إحترام الدستور وحمايته من عبث العابثين، وهي - لعمري - فكرة صائبة لا يدركها ألا من كان له سمع في السياسة وبصيرة في حيثياتها، ليلج البيان بعد ذلك إلي خبرة القائمين على الحزب في الشخصيات الوطنية وقناعتهم بأن مرشح الإجماع الرئيس الأمين محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني له من الكارزمية والنضوج ما يؤهلانه إلي حماية المكتسبات وتعزيز الديمقراطية، فكانت تلكم العبرة من ذلك المسوغ الذي تعزز من خلال ما أعلن عنه المرشح في محاور برنامجه الإنتخابي في الفاتح من مارس، لتطال تلك المحاور برنامج الحزب وخاصة في مواضيع تتعلق بحماية الطبقات الهشة وتعزيز الوحدة الوطنية وحماية الحوزة الترابية و العمل على تجسيد دبلوماسبة مبنية على مصلحة موريتاتيا أولا وأخيرا..
نبه الحزب إلي أنه كان سباقا في وضع إسم المرشح على طاولة لجنة اختيار مرشح موحد في التحالف المعارض الذي كانوا ينتمون إلبه، لقناعتهم بأن الرجل يستجق الدعم والمؤازرة في برنامجه الطموح.
ذگر بيان الحزب بعدم التوافق على المرشح الذي كانوا يأملون أن تلتف حوله المعارضة، مع أنهم يرون في ولد الغزواني ذلك المرشح ليقرروا الالتحاق به دون مواربة أو تورية، لعلمهم المسبق بأنه يحقق تطلعات قواعدهم الحزبية وفوق ذلك كله مصلحة موريتانيا الغد أولا وأخيرا. .
لقد برهن القائمون على هذا الحزب علو كعبهم في السياسة والمنطق بقرارهم دعم شخص بحجم الوزير محمد ولد الشبخ محمد أحمد ولد الغزواني، سيكون ملبيا لتطلعات الحزب و محققا لما يصبوا إليه مناضلوا حزبهم لموريتانيا الغد..
لذا فإن قرار حزب عادل لا يدكه إلا الراسخون في فن السياسة والمؤمون بموريتانيا حقا.. لذا فتلكم هي السياسة أو لا تكون.. ؟!