
كما كنا نتوقع دائما و نكرر بأعلى أصواتنا ، يستحيل أن تتخلى هذه العصابة الحقيرة عن الحكم في بلد عاثت فيه فسادا و ظلما و قهرا . و ليس أمامها اليوم سوى التحايل و التزوير و استغلال أموال الدولة و موظفيها أو موظفيهم على الأصح لأنه لم يعد يحق له أن يعمل في "الدولة" حتى في القطاع الخاص، سوى من يسبح بحمدهم.
أربعون عاما و نحن ننتظر و نأمل و نتمنى أن يأتي من بين هذه العصابات المسلحة، من يرحم هذا البلد و في كل مرة يأتينا من ينسينا بشاعة كل من سبقوه ؛ أصبحت آلامنا جبنا وآمالنا عارا .. أصبح طغيانهم ضريبة و فسادهم حقا شرعيا..
و ها نحن اليوم نقف عاجزين أمام عشرية أخرى بنفس الآمال الجبانة و نفس الجناح المكسورة..
أسبوع واحد من العصيان المدني سيكون أسهل قطعا من عشر سنين من الجحيم بعد عشر سنين من الجحيم بعد ثلاثين سنة من السحل و الإذلال و الاحتقار..
ماذا سيحدث لو نزلتم إلى الشارع بقرار النصر أو النصر؟
الجواب يأتيكم على ألسنة الشعوب العظيمة : سيملؤون الدنيا زئيرا في أيامهم الأولى و نباحا في أسبوعهم الثاني و مواء في نهايته و تنتهي المأساة.
لا يستطيع أن يعمل حملة غزواني اليوم بطائرات الجيش و وسائل الدولة و موظفيها و قبل عدة أسابيع أو أشهر قبل انطلاق أجندة الانتخابات ، إلا من يحتقر هذا الشعب و يدوس على إرادته...
لا يستطيع أن يضرب عرض الحائط بمطالب المعارضة الشرعية، رافضا إعادة تشكيل اللجنة الوطنية للانتخابات و استكمال اللائحة الانتخابية و دعوة المراقبين الدوليين، إلا نظام يحتقر هذا الشعب و يأمن مكر أهله...
إذا كنتم غير مستعدين للدفاع عن كرامتكم و عن بلدكم ، ادخلوا جوف هذه الفوضى ليكون لكم نصيب من عدالة الظلم...