النَّصْرُ القادم من رحم الشعب.. أحمد ولد محمد ولد نافع

جمعة, 03/29/2019 - 20:36

موجبو إتْهَرْبِيلْ الخلطه ذو الأيام الواعر بعد إف ذاك ألا وسع لَخْلاَگْ، يقول المثل الحساني: (اللي إمْلَ فِمُّو من الدْگِيگْ إِدَوَرْ يعرف بَاشْ إِيْبِلُّو..)
منذ أسابيع خلت و بلادنا تمر بحراك سياسي صامت تدور رحاه في الكواليس يشبه صراع الأجنحة- بين أباطرة النظام و رجالاته النافذين، و الذين لا يهمهم سوى تحسين صورهم خدمة لمصالحهم الضيقة و قبولا لدى السلطان أما الدولة و الشعب المغلوبان على أمرهما فليذهبا إلى الجحيم- هذا من جهة و مارقوا و مهرجوا النظام المطبليين المزمرين و الذين أشبعونا نفاقا و تزلفا و تملقا للأنظمة المتعاقبة على الحكم حتى قلنا كفى لكنهم لا يسمعوا و لا يعوا - من جهة أخرى، حدث كل ذلك بعد أن خرج إلى العلن مرشح من المؤسسة العسكرية التي يعتبرها البعض بأنها الوصي و الوريث الشرعي لهذا الشعب من المنبذ القصي، في حين أن النخبة السياسية للحزب الحاكم و رئيسه و هيئاته و قوى الأغلبية الداعمة له لم يكن لهم أدنى علم بهذا المرشح الذي يصفونه بمرشح الإجماع الوطني و هم الذين لم يأخذ رأيهم و لم يستشاروا في أمره حتى، و مع ذلك يتسابقون من خلال مبادراتهم الكرنفالية لكسب ود النظام و مرشحه و يستميتون في الدفاع عنه و تلميع صورته لدى العامة التي ملت أكاذيبهم المضللة و تعهداتهم العارية عن الصحة، من ما أثار جلبة في أوساط الحزب الحاكم و جاءت ردود أفعالها متباينة من لدن أصحابها و الذين ذهب بعضهم إلى القول بأن هذا المرشح ما كان يجب أن يأتي من خارج السرب بعد أن كانت هنالك أسماء أخرى مطروحة و متداولة في الخفاء لكن هؤلاء لا حول لهم و لا قوة و هم عاجزون عن الهمس أحرى أن يصدحوا به، و هو ما نتج عنه إسياء واسع النطاق و خاصة أن بعضهم كان يتطلع لأن يكون مرشحا توافقيا يتم الدفع به من القصر بعد أن تمت طمأنتهم من طرف الرئيس بعيد أزمة المأمورية الثالثة التي كادت تدخل البلاد و العباد في دوامة لا قدر الله، ركب هذه الموجهة و قادها بعض نواب المعتزلة من النظام في البرلمان الداعين للإنقلاب على الدستور و لي رقبته ليتناسب و مقاس البعض حتى و إن خالف القانون و الأعراف الدولية و مواد الدستور التي تحصنه من العبث به لحاجة في نفس اليعاقيب غير آبهين و لا مكترثين لعواقبه..
إلا أن ما حدث مؤخرا من مضايقات و عراقيل بعد الإعلان عن ترشح رجل من العيار الثقيل كان له وقعه الخاص في الساحة السياسية للبلد، الدكتور و الشاعر الأديب و الوزير الأول السابق السفير سيدي محمد ولد بوبكر صاحب الرؤية الثاقبة التي يمتاز بها عن جيل عصره و أقرانه من من عايشوه، إذ خرج بيد بيضاء لم تدنس أناملها بالمال العام من ما كان له الأثر البالغ بدعم و مساندة أغلب الأحزاب و القوى المعارضة بالبلد و كان ترشحه محل إجماع من لدنهم، و من ما زاد الطين بِلَةً إعلان دعمه من طرف أهم و أكبر الأحزاب المعارضة بالبلد حزب التجمع الوطني للإصلاح و التنمية( تواصــل) الذي أكد منتسبوه و مناضليه إلتفافهم خلف هذا المرشح المؤزر بالنصر بإذن الله تعالى، بالإضافة لبعض الأحزاب الأخرى و الشخصيات النافذة بالدولة و الأطر الشابة و القوى الحية و الفاعلين المحليين بالمجتمع و هو ما إستدعى إستنفارا واسع النطاق من طرف أجهزة النظام و الوقوف عقبة في وجهه حيث تم تسخيرها على ما يبدو لمضايقة هذا المرشح الأخير، فبعد أن أعلن عن ترشحه و تقدم بطلب لدى الجهات المختصة بهدف الحصول على ترخيص بإحدى الأماكن العمومية لتنظيم مهرجان إعلان ترشحه من هنالك وسط جمهوره و أنصاره الذين هبوا لدعمه و مناصرته دون قيد أو شرط و بشكل فاق التوقعات على ما يبدو فجاء الرد سريعا من لدن السلطات بالرفض، و بعد مشاورات حثيثة و ليا للآذان و الأعناق تم قبول الطلب أخيرا و منح المرشح ملعب قطاع السعادة (ملح) و حدد الوقت المعلوم لإعلان خوض سباق الرئاسيات القادمة من طرف مرشحنا المفدى د.سيدي محمد ولد بوبكر يوم غد السبت مساء، و أطلق شباب حزب تواصل و باقي داعمي الرجل حملتهم التعبوية الواسعة لحشد جماهيرهم و تلبية الدعوة على نطاق واسع عبر الآليات المعهودة و تماشيا مع ما يقتضيه القانون المنظم للندوات و المؤتمرات ليتفاجؤا بمتابعة من رتل من سيارات الشرطة و الأمن العام يلاحقونهم و يرغمونهم على التوقف عن التعبئة في الحال، و قاموا بسحب كافة الأجهزة و مكبرات الصوت و كذا اللافتات و الأعلام و الشعارات و ما شاكلها و هو ما ترك إنطباعا سيئا و نية مبيتة لسلسلة من مضايقات النظام و تسلطه و إذلاله لمواطنيه و كبت جماحهم حتى و إن كان هو القائل بحرية التعبير و التظاهر السلمي و الإختيار، و هو تصرف يتنافى و مبادئ الدموقراطية الصحيحة و التناوب السلمي على السلطة.. و رغم ذلك كله فإننا ماضون في دعم مرشحنا المظفر بما أوتينا من أصوات حتى يتقلد المنصب و يرسو بسفينة البلاد ببر الأمان لأننا نتطلع للحرية و العدالة و تكافؤ الفرص و المساوات بين كافة أطيف المجتمع و بناء دولة مؤسسات قوية قادرة على مسايرة الدول المتقدمة و يرقى بها بين مصافي الأمم التنموية..
و إنطلاقا من هذه الأحداث فإن النظام يصبو من وراء كل ذلك إلى الوقوف في وجه هذا المرشح القوي الذي بات حسب إستطلاعات الرأي الأقوى في الساحة السياسية و السباق الرئاسي المحتدم، كما أن ذلك كله يراد منه قطع الطريق الصامتين من داخل الأغلبية و الدعم العلني لهذا المرشح..
#الآن_الآن_وليس_غداً