
أتوجه بهذا المقال إلى الشباب الموريتاني من غير أبناء المدللين، الشباب الموريتاني المطحون ، المهمش، المقصي من أي قرار وطني، المدعو في كل المناسبات إلى أن يكون ديكورا لمسرحيات السياسيين الانتهازيين.
تعيش بلادكم اليوم على حافة مخاطر لا يعلم حجمها إلا الله بسبب تمسك هذه العصابة بالحكم في مأمورية ثالثة رفضها العالم أجمع و يدرك العالم أجمع أن ولد الغزواني هو نسختها الأسوأ و مغالطتها الأكثر سذاجة.
و لأننا لن نقبل بهذه المأمورية الثالثة، التي ستكون بنفس الحجة و بصورة أقوى حلقة تمهيدية لمأمورية رابعة تعد لخامسة و سادسة بنفس الطريقة، علينا أن نكون أكثر جدية في ما نقوم به اليوم و أقل تسامحا مع كل ما يعترض طريقنا :
ـ نحتاج أولا إلى تكاتف جهود المعارضة و أن تكون بأحزابها و مترشحيها و أفرادها غير المنضوين في أحزاب، حملة موحدة ضد التزوير و التجاوزات الأخطر منه (استغلال وسائل الدولة و موظفيها و انحياز الإعلام الرسمي و عدم حياد الجيش و قمع الاحتجاجات على تجاوزات العصابة...)
ـ رفض حملات الإعلام بين مكونات المعارضة و مقاطعة أي جهة معارضة تتحامل على أي جهة معارضة أخرى لأي سبب (يجب حل خلافات المعارضة في جلسات ودية ) فكل الحملات على المعارضة تديرها أجهزة المخابرات و كل من ينخرط فيها يساهم في هذا العمل المخابراتي الشرير ، إما بوعي أو بغير وعي.
المرشح المعارض الذي تهاجمه اليوم هو من سيحمي مرشحك من التزوير و هو من سيصوت له في الشوط الثاني ، فهل تعي ما تفعله ؟ لا سيما أن كل مترشح معارض اليوم يطمح فعلا إلى الوصول إلى رئاسة الجمهورية و هذه أول مرة يكون فيها مرشحو المعارضة بهذه الدرجة من الطموح و الجدية : يجب إذن أن نخوض هذه الحملة تحت شعار "حملة واحدة لمرشحي المعارضة" .
و علينا اليوم أن نعرف أن كل مدون وكل كاتب و كل سياسي يهاجم أي طيف من المعارضة هو صاحب مهمة أمنية ، يجب التصدي له جماعيا: من أهم أسباب ضعف المعارضة هو اختراقها من قبل أجهزة النظام ، فلماذا نساهم في هذه المهمة؟ لماذا (من باب الاحتراف) لا نصمت لنعري أصحاب هذه المهمة ؟
ليس من بين مرشحي المعارضة اليوم خائن و لا متهاون و لا من يريد إضافة إلى سيرته الذاتية و ليس من بينهم من تقف وراءه قبيلة و لا عشيرة و لا جهة و ليس من بينهم من سيربح مائة أوقية من وراء هذا الترشح: إن أسباب ضعف مرشحي المعارضة اليوم هي هذه الميزات الرائعة التي نختارهم على أساسها و نحتاجهم "على أساسها" : علينا أن نختار بين القبيلة و الدولة؛ فمن المؤكد أن قبيلتك لن تبني دولتي ..
هناك اليوم نشطاء لا يملون و لا يكلون ، مهمتهم الوحيدة هي التنقيص من المعارضة و نعتها بالمشتة و العاجزة و الخائنة و ينسون أن منذ خمس سنين لم يقدم ولد عبد العزيز أي مشروع لبقائه إلا و أفشلته المعارضة و عرته أمام الجميع داخليا و خارجيا . و كما منعت المعارضة ولد عبد العزيز من الترشح ستفوز على بديله و رفيق سصوئه. و لأنها تعرف أنهم يعتمدون على التزوير ، فلن تعتمد على نتائج ولد بلال و لا فتوى المجلس الدستوري و لا حكم القضاء المتواطئ . على العصابة أن تختار بين انتخابات نزيهة و شفافة أو مواجهة في الشارع لن تنتهي إلا بهزيمتها.
ـ على الشباب الموريتاني اليوم أن يثق في نفسه و أن يستعد لهذه المعركة الصعبة لأننا لن نقبل التزوير و لأنهم مصرون عليه.. لأنهم لا يملكون أي وسيلة للنجاح من دونه.. لأنهم يرفضون كل شروط الشفافية ..
و لأنهم يعتمدون على القوة القهرية، سيكون علينا أن نتمسك بالنضال السلمي الذي لا يقهر القوة القهرية إلا هو.. و إذا تجاوزوا الحدود في الإفراط في استعمال القوة، سنواجههم بعصيان مدني لن يعرفوا كيف يتعاملون معه..
لن يفوز في هذه الانتخابات إلا من يستحقها بأصوات الشعب و لن يختطفها بالقوة إلا من يقضي عليه.