ابشروا بالنصر و استعدوا له / سيدي علي بلعمش

اثنين, 04/08/2019 - 22:17

قضية الاثنين مليار دولار لم تثرها أمريكا و لم تنفيها الإمارات و بيان القضاء الموريتاني لا أهمية له على الإطلاق لأنه طرف من جهة و لأنه قاصر و فاقد الثقة و المصداقية داخليا و خارجيا من أخرى.
كان ولد عبد العزيز يكذب على الإمارات و كانت تعرفها و كان ولد الغزواني يكذب على ولد عبد العزيز و كان يجهلها ..
و حين اكتشف ولد عبد العزيز أن ولد الغزواني و الأمارات يبنون مشروع الإطاحة به (من فوق رأسه) بدأ في محاولة إفشال المشروع فأخرجت له الإمارات قضية الاثنين مليار دولار (قد لا يكون هذا هو المبلغ بالضبط لكنها القضية المؤكدة) و إلا فلماذا يذهب ولد عبد العزيز ثلاث مرات خلال أسبوعين إلى الإمارات سريا؟ لا يوجد دخان من دون نار . ثم لماذا تكون أموال ولد عبد العزيز في الإمارات أخطر من أمواله في المغرب و فرنسا و من المبالغ الضخمة التي ورثتها زوجة ابنه الأجنبية و احتوت عليها؟
منذ بداية ابتزازها بالعلاقات مع إيران ، جعلت دولة الإمارات رقابة سرية على حركة أموال ولد عبد العزيز لأن طرق وصول هذه الأموال إلى دبي أخطر من الأموال نفسها : نواب يحملون جوازات سفر لهذا الغرض بالذات و شبكة كاملة من المهربين نساء و رجال مهمتهم الوحيدة هي توصيل هذه الأموال و تحويلها إلى حسابات خاصة بالأسرة في عملية مكتملة عناصر الجريمة المنظمة: لقد جمعت الإمارات هذه المعلومات بدقة و جعلتها ورقة ضغط على ولد عبد العزيز . و لأن الإمارات لن تنسى أكاذيب ولد عبد العزيز عليها و بتزازها بالعلاقات مع إيران، سيكون أمامه في الأخير إما أن ينكر هذه الأموال ليحرم منها و إما أن يعترف بها ليذهب إلى السجن. و لم تنف الإمارات هذه القضية و لكن أخمدتها مؤقتا لتبقى ورقة ضغط على ولد عبد العزيز..
أرغمت الإمارات ولد عبد العزيز على الوقوف الصريح و بكل قواه مع ولد الغزواني ، فأسقطت ولد عبد العزيز بولد الغزواني و أسقطت ولد الغزواني بولد عبد العزيز..
الشعب الموريتاني لن يذهب مع مرشح من ورائه ولد عبد العزيز و ولد اجاي و ولد محم خيره(...) و ولد الغزواني لا يستطيع الفوز بهم و لا يستطيع الفوز من دونهم : كان الحل الوحيد هو أن يوحدوا جهودهم و يعتمدوا على التزوير و حددوا سقف هذا التزوير (ما بين 54% إلى 65% حسب الظرف الذي ستمليه عملية التصويت) و قد فصلوا على مقاسها "سيني" و المجلس الدستوري و المحكمة العليا و سرايا حفظ النظام (...) كل هذه المنظومة القهرية تم إعدادها على المقاس و اختار لها ولد عبد العزيز أوفى الناس له و أخونهم للوطن..
بعد مهرجانات مرشحي المعارضة الثلاثة ، اتضحت أمور خطيرة : التزوير في وجه هذه القوة الطاحنة الهادرة بالغضب ، سيكون مغامرة لا تحمد عقباها و الشفافية ستكون نتيجتها الحتمية ذهاب مرشحين من المعارضة إلى الشوط الثاني أو فوز أحد مرشحيها في الشوط الأول؛ هذا انطلاقا من مهرجانات هذه القوى الصاعدة و حالة الهبوط الحادة التي يلاحظها الجميع في حملة الغزواني المتجاوزة للنظم و القوانين و الأخلاق..
لقد أخذ ولد محمد لقظف القرار الخطأ في الوقت الخطأ ؛ أنا متأكد أنه لو لم يصدر بيان مساندته لولد الغزواني أمام الصحافة قبل أيام لاقترحوا عليه اليوم أن يترشح : صحيح أن ولد محمد لقظف كان سيصطاد في جمهور ولد الغزواني لكن الأصح و الأهم هو أن قبيلة ولد محمد لغظف و جمهوره لن يذهبا مع غزواني (قاتل مشروعهما) و لأن جمهور ولد محمد لغظف طموح و متسيس ، سيلجأ إلى عقوبة التصويت لا إلى المعارضة المكشوفة و هذه مصيبة أخرى..
الأيام القادمة ستشهد عملية إعادة ترتيب أوراق على مستوى العصابة و سيلجؤون حتما إلى إطلاق مرشح آخر ؛ أولا لأن العقلاء منهم بدؤوا يحذرونهم من خطورة محاولة فرض النجاح في الشوط الأول بالتزوير و ثانيا ، لأن عملية هبوط ولد الغزواني بنيوية : ما دام ولد عبد العزيز من ورائه ، لا حل لها و إذا تخلى عنه ليوم بقي وحده..
نعم، نحن الآن أمام أزمة تخبط العصابة و كل الاحتمالات أصبحت مفتوحة و واردة و منتظرة و الضمان الوحيد لاستمرار الدولة و استقرارها أصبح في تماسك المعارضة و ثباتها و وحدة قراراتها.
نعم ، نعم ، نعم ، الضمان الوحيد الآن لاستمرار الدولة واستقرارها أصبح في تماسك المعارضة و ثباتها و وحدة قراراتها.
كانت مهرجانات المعارضة هزيمة العلمين و حين تفتح الحملة ستمتعكم المعارضة بإنزال النورماندي ؛ فابشروا بالنصر و استعدوا له و ثقوا في رجال المعارضة : لقد صنعوا من أجلكم ما يشبه المستحيل..