الشارع "أصدق أنباء من لكتب" / سيدي علي بلعمش

سبت, 04/13/2019 - 15:24

ـ يسقط النظام في الجزائر فيحاول الجيش ترقيع المشهد ؛ يخرج جنرال آخر من خلف الستار محاولا لعب دور البطولة "أيها الشعب الجزائري (...)" : أصمت أيها العار الجزائري ، هل نسيت من أين تأتي ؟
ـ يتكرر المشهد في السودان : يذيل بن عوف بيانه العسكري بمرحلة انتقالية من عامين ، كأنه لم يكن وزير دفاع وحيد القرن الذي تربع 30 عاما على صدر السودان ؛ "أغرب عن وجوهنا أيها الثعلب ، ما أنت إلا نسخة من الظالم المستبد"
وحدها موريتانيا من تجد اللعبة فيها مخدعا جديدا، من عبد الباري عطوان إلى زيدان : جنرال كرتون آخر ، لا يتمتع بتاريخ قايد صالح و لا خبرة بن عوف يذرع خارطة البلاد بمروحية عسكرية في رحلة دجل تكبر مع الوقت بسذاجة القبلية و وقاحة الجهوية و عناد العصابة العسكرية : قايد فاسد يحظى بما لم يحظ به قايد صالح و لا بن عوف و يدخل سباق الانتخابات الموريتانية على متن طائرة عسكرية مع زعامات راجلة تقضي بين كرفور مدريد و ساحة ابن عباس ما يحتاجه بالضبط لقطع المسافة بين النعمة و أطار...
يدخل ولد الغزواني الانتخابات بعقلية "الإجراء الشكلي لاستلام الحكم" و يوزع المناصب و الامتيازات على من يركضون خلفه و يستقبلونه في قرى الجوع و العطش، في حين يتولى وزير داخلية العصابة مهمة مشاغلة المعارضة بلجنة ولد بلال و شروط شفافية انتخابات، يوزع ولد الغزواني حقائب وزارات حكومة ما بعدها !!!
وحدها المعارضة الموريتانية لم تمسك مفتاح اللحظة.. لم تقف عند لغز اللحظة.. لم تفهم منطق اللحظة.. لم تسلك اتجاه اللحظة : ترشح ولد الغزواني هزيمة للمعارضة .. تبجحه إهانة لنضال الشعب الموريتاني .. حملته المفتوحة الآجال على متن مروحية عسكرية تكفي وحدها لإسقاطه و إسقاط كل العصابة المجرمة.. تكفي وحدها ـ في هذه اللحظة ـ لإسقاط كل تاريخ الدكتاتورية في البلد..
لم نفشل بعد في القبض على اللحظة و ولد الغزواني لن يحكم موريتانيا بأي كعجزة لكننا بهذا التردد و التقاعس نطيل عمر أزمة لم تكن تحتاج أكثر من صبر أسبوع ..
على الشباب الموريتاني أن يتقدم المشهد و يأخذ زمام المبادرة و يقود انتفاضة الكرامة باستماتة الشعب السوداني و مسؤولية الشعب الجزائري و على الأحزاب و المترشحين أن يكونوا ظهيرا قويا للشباب ماديا و معنويا و إعلاميا، لمواجهة بروباغاندا التتفيه و التسفيه و دعاية "نوم الفتنة" المخدرة منذ وصولهم السلطة ...
نعم، نعم، الشارع أصدق أنباء من لكتب ؛ ذلك ـ الآن ـ oهو القرار الصحيح في الوقت المناسب ؛ فليأخذ كل طريقه على طريقته...