ارحمونا من هذه الوصاية المدمرة / سيدي علي بلعمش

أربعاء, 05/01/2019 - 00:20

نحن الآن نخوض معركة تحرير بأوسع و أنبل معانيها .. معركة تحرير تتوفر كل أسباب قيامها و كل أسباب نجاحها :
ـ احتقان شعبي بلغ أقصى مداه
ـ حراك شبابي واسع و ناضج و مستعد لأي مواجهة
ـ تفاعل واعي مع الواقع من كل فئات الشعب
ـ إجماع لأول مرة على خيانة العصابة الحاكمة و مافيويتها و خطورة بقائها
ـ إجماع ناضج الرؤية على خطورة الوضع الذي تعيشه البلاد
ـ تمادي عصابة الأشرار في احتقار الشعب و نهب خيرات البلد
ـ إصرار العصابة على فرض بقائها بالتزوير و الترهيب
ـ تحدي العصابة لإرادة الشعب و تلويحها الدائم باستخدام القوة القهرية
كل أسباب العصيان المدني قائمة .. كل أسباب الثورة قائمة .. كل أسباب النجاح المؤكد مكتملة ..
كل شيء ضد العصابة حتى خطابها و ممارساتها و تاريخ فضائحها و سخافة مبرراتها و حقارة أصحابها..
لكننا نجد أنفسنا اليوم في موقف محرج للغاية و مهين إلى أقبح و أبعد حد و هو تشكيك كل طرف من المعارضة في صدق غيره و اختلاق الحذر من التعامل معه كأن من بينكم من يستطيع "رميها" بحجر .. كأن فيكم من لا يجتر تاريخا حافلا من الفشل و الصفقات المشبوهة و المواقف الأنانية ؛ اعتقدنا في البداية أنها قراءات قاصرة لنكتشف في الأخير أنها حملة تنافسية غير شريفة ، خاطئة في توقيتها و مخطئة في كل أسبابها : كنا نعمل على أن الهدف الوحيد المنشود هو تخليص بلادنا من هذه العصابة الشريرة ذات الأجندة الشيطانية و حين اكتملت كل أسباب الانتصار عليها بدأت حرب البسوس بين مكونات المعارضة : التخوين و التشكيك و النبش عن كل أسباب الخلاف و التمزق و كل ما تحتاجه العصابة بالضبط للخروج من مأزق ما كانت تستطيع الخروج منه بأي معجزة..
فماذا بأيدينا إذا كانت المعارضة مصرة على أن تظل مشكلة موريتانيا الأزلية ؟
حتى هذه اللحظة ما زالت كل أسباب الانتصار على العصابة مكتملة و متقدة، فارحمونا من هذه الحروب الجانبية التي تقودها المخابرات و التي لا تخدم غير العصابة : كل من يتهجم على أي مكون معارض اليوم خائن و عميل و يخدم أجندة النظام ..
و تذكروا ، تذكروا، تذكروا جميعا أن ليس من بينكم وصي على العمل المعارض و لا ناطق باسمه و لا مسؤول عن تحديده و لا تعريفه ، فلا ترغموننا على الكلام في هذا الوقت الخطأ .