
الحقيقة _أنواكشوط _أحالت الشرطة الوطنية اليوم القيادى النقابى البارز سيديا الشيخ اسماعيل إلى العدالة بتهمة قذف مركز الخدمات الجامعية وتشويه صورته وتحريض الطلاب على الإضراب.
وأعتمدت الشرطة على شكوى تقدم بها مدير المركز صلاح الدين، يتهم فيها القيادى النقابى البارز بانتقاد وجبة الغذاء المقدمة للطلاب، وحث أنصار النقابة التى يتولى تسييرها وفق القوانين الموريتانية إلى التحرك من أجل تحسين خدمات المركز والتعامل باحترام مع طلاب الجامعة.
وتعتبر هذه أول مرة فى موريتانيا والعالم العربى يحال طالب إلى السجن بتهمة انتقاد وجبة غذاء، كما أنها أول مرة يعتقل فيها نقابى يوم عيد العمال بتهمة الدعوة لوقفة مطالبة بتحسين ظروفه.
وتشكل الدعوة إساءة مباشر للمنظومة السياسية والتنفيذية الحاكمة، حيث باتت حرمة وجبة غذاء من لحم الدجاج محصنة أكثر من عرض الرئيس وأعضاء الحكومة والنخبة السياسية المحيطة به.
ويشكل تعامل الشرطة مع مثل هذه الدعاوى تمييعا للمنظومة القانونية والأمنية، ناهيك عن الضرر البالغ الذى تلحقه بصورة النظام والممسكين بتسيير الأمور فى البلد. إذ أنها أول مرة يتم فيها اعتقال طالب أو غيره بتهمة انتقاد وجبة غذاء ، منذ تمركزت قوات عبد الله ابن ياسين فى الصحراء الموريتانية قبل عدة قرون.
وتحاول بعض الأطراف الفاعلة فى هرم السلطة الموريتانية وضع صورة مأساوية للعشرية الأخيرة، عبر افتعال أكثر من أزمة فى قطاع المعادن والصحة والتعليم العالى والشؤون الاجتماعية ، عبر توتير الأجواء وإظهار النهاية المتوقعة للرئيس محمد ولد عبد العزيز بالمشابهة لمجمل الأنظمة السابقة، بعد بداية أتسمت بالانفتاح وتأمين الحريات النقابية والفردية.