هذه المفاوضات ليست من حقكم / سيدي علي بلعمش

أحد, 05/05/2019 - 21:15

إصرار العصابة على التمسك بلجنة تزوير الانتخابات التي أثبتت فشلها و عدم أهليتها الدينية و الوطنية و عدم نزاهتها و استعدادها للتوقيع على كل ما تقدمه وزارة الداخلية و خضوعها لأوامر العصابة في الانتخابات التشريعية الماضية التي مثلت أكبر فضيحة في تاريخ انتخابات البلد رغم تزويرها جميعا من "وي و نون" حتى اليوم، يعتبر بكل وضوح إعلان سوء نية و اعتماد على التزوير ، يجب التعامل معه من الآن من قبل المعارضة و جميع المشاركين في هذه الاستحقاقات التي ينتظر الجميع أن تشكل قطيعة حقيقية مع فوضى الماضي التي أوصلت بلادنا إلى هذا المستوى غير المسبوق من الإفلاس و الانحطاط على جميع الأصعدة.
لجنة تزوير الانتخابات الحالية جريمة من جرائم العصابة، لم تستطع وزارة الداخلية الدفاع عنها بخبرات أصحابها و لا باستقلاليتهم و لا بنزاهتهم و لا بحيادهم، تم تشكيلها بكل وقاحة على أساس شبكة علاقات اجتماعية سخيفة، لم يعد يمكن حدوثها في غير موريتانيا مع الأسف.
صراخ المعارضة اليوم و لغطها حول لجنة تزوير الانتخابات لا معنى له : العصابة قررت أن تزور الانتخابات و تعرفون جميعا أنها لا تستطيع دخول هذه الانتخابات من دون الاعتماد على التزوير و استغلال وسائل الدولة ، فماذا أنتم فاعلون ؟
إن هروبكم من الرد على هذا السؤال هو ما جعل العصابة تفهم قابلية فرض هذه اللجنة (خلية وزارة الداخلية) عليكم.. و فرضها عليكم يعني قابلية قبولكم للتزوير .. و قبولكم التزوير يعني بطبيعة الحال قابلية فرض النتيجة المتمخضة عنه عليكم.
نحن الآن أمام عملية ترويض بارعة الأساليب ، لا تخفى على أغبى الناس نتائجها .
هذه المساومات تجسد هزيمة الأقوى الأكثر غباء و قد كنا ننتظر منكم أحد موقفين لا ثالث لهما :
ـ استعداد العصابة غير المشروط لدخول انتخابات نزيهة و شفافة لا يوجد فيها أي إجراء يخضع لغير ما تنص عليه النظم و القوانين ، من دون أي مساومات جانبية .
ـ رفض الدخول في انتخابات مزورة و رفض قيامها و النزول إلى الشارع حتى إسقاط العصابة.
هذه المفاوضات مسيئة إلى ما يبديه شعبنا من استعداد للتخلص من هذه العصابة..
هذه المفاوضات جريمة من قبل المترشحين في حق شعبنا : كل ما في اللعبة تنص عليه و تفصله القوانين و على من لا يقبل بما يفصله القانون أن يخرج منها أو يواجه الشعب..
المطلوب من المترشحين اليوم هو فقط (فقط ، فقط) أن يقولوا للشعب الموريتاني إن كل شروط الشفافية تمت و سيدخلون هذه الاستحقاقات أو أنها رفضت من قبل العصابة و على الشعب أن يرد عليها.
هذه المفاوضات ليست في مصلحتكم و ليست من حقكم ، فكونوا صريحين مع شعبكم لأن تلك هي قوتكم الحقيقية الوحيدة : لقد سئمنا نواح النساء ، تذكروها جيدا حتى لا تعودوا إلينا غدا مرددين بكائية المعارضة السخيفة " لقد فازوا بالتزوير و لن نعترف بهذه النتائج" : هم لا يحتاجون اعترافكم في شيء و لا يريدونه أصلا.