دعوة رمضانية لتحمل المسؤوليات / سيدي علي بلعمش

اثنين, 05/06/2019 - 18:11

ما يحدث في موريتانيا من إجرام (سطو، قتل، سرقة، اختطاف، اغتصاب...) لم تصله يوما كولومبيا .
و مخطئ أو بريء من يعتقد أنه أمر عادي : المخدرات، شبيكو ، الشيخ الرضا ، الضرائب ، فساد القضاء ، فوضى الأمن ، هي الوسائل التي اتخذتها العصابة لتفقير المجتمع و تفشي تعاطي المخدرات و سقوط هيبة الدولة . كل هذه الأمور تم العمل على ترسيخها و تطويرها خلال العشر سنين الماضية من مأساة بلدنا.
كان ولد عبد العزيز و ولد الغزواني هما قادة هذه الجريمة المنظمة في حق شعبنا البريء . و كان الهدف منها هو خلق مجتمع مهزوز يعيش على الصدقات و تحطيم المنظومة الأخلاقية لتسهيل التحكم فيه.
من يذهبون اليوم في حملة المجرم ولد الغزواني يدرك أكثرهم أنهم يرسخون مأمورية ثالثة لولد عبد العزيز و يدركون أكثر أنهم يرتكبون أكبر جريمة في حق هذا الشعب البائس. و حين نصفها بأنها مأمورية ثالثة لولد عبد العزيز نخطئ إذا كنا نعتقد أنها أفظع من مأمور أولى لولد الغزواني : الفرق بين عزيز و غزواني هو تهور الأول و غباؤه و مكر الثاني و قدرته على التمثيل. و صحيح أن مهمة ولد الغزواني هي حماية جرائم ولد عبد العزيز لكن الأصح أنها لحماية جرائمه هو نفسه. و إذا كانت جرائم غزواني أقل في مرحلة "رجل الظل" كما يقول الكنتي (عضو مكتبه الإعلامي) ، فمن الطبيعي أن تكون أكثر حين يصبح الأول تحت شمس الجريمة ( لا قدر الله ) .
إن من يساهمون اليوم في استمرار هذه الجريمة مسؤولون أمام الله و أمام هذا الشعب المعذب ، المهان ، المستباح و ما زال أملنا في أن يدركوا جدية و خطورة هذه المسؤولية و نحن في هذا الشهر الكريم الذي يطلب من كل منا أن يراجع فيه نفسه و يتذكر أن الموت مصيره و أن الحساب أمامه.
كل المعطيات على الأرض تؤكد اليوم استحالة نجاح ولد الغزواني من دون اللجوء إلى التزوير و استغلال وسائل الدولة و هنا تكون مسؤولية الذاهبين في مشروع جريمته أكبر و أخطر لأن شعبنا لم يعد يقبل المضي في هذا الإجرام الممنهج و سينزل إلى الشارع حتى يتخلص من هذه العصابة و هي معركة سيكون لها ثمنها حتما (في الأرواح و الخسائر المادية) و ستكون كل آثامها على الذاهبين اليوم في استمرار هذه الجريمة التي كنا ننتظر أن يقف كل شعبنا في وجهها.
إن أطماعكم الأنانية تدمر هذا البلد ، فكونوا مرة واحدة أكبر من نفوسكم الضعيفة و افهموا أن ما ستستفيدونه من موريتانيا مزدهرة ، ينعم شعبها بالاستقرار و العدل و الأمان ، أكبر عشرات آلاف المرات مما ستستفيدونه من أيادي هذه العصابة الوسخة.
كونوا مرة واحدة على مستوى الأمانة أمام ربكم و أمام شعبكم : اخجلوا مرة واحدة من الكذب على أنفسكم و على شعبكم. فأي ذنب ارتكبتموه ليعميكم الله إلى هذا الحد عن واجبكم و مصلحتكم و مصلحة شعبكم.؟
إن من يقول إنه لا يرتكب ذنبا فظيعا و هو يسير خلف عزيز و غزواني و ولد اجاي و زيدان (...) يكذب على نفسه و على غيره و يدركها جيدا و يدرك أكثر و أكثر (إذا كانت في قلبه ذرة من إيمان) أنه يرتكب أكبر جريمة في حق دينه و شعبه و بلده...
اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفس المنافقين و المتملقين