
صوتك الجريح يتناغم بصدق مع وجه موريتانيا الحزين.
ما عاد يشينك غير واقعنا المخجل .. ما عاد يخجلك غير تخاذلنا المشين .
اهتزت الأرض تحت أقدام الجبناء، لأنك كنت صادقا .. لأنك كنت شجاعا .. لأنك كنت وفيا لعهد قطعته على نفسك...
كلماتك المتقاطرة حزنا ، حولتها شجاعتك الهادرة غضبا، إلى وعيد لن يناموا بعده ملء الجفون..
ألف شكر لأنك كنت أول من يحرق زوارق عودته على أرض هذا الوطن المحتل...
ألف شكر لأنك أعدت صهيل خيل "الكتيبة السوداء" إلى أرض المنارة و الرباط ...
الف شكر لأنك أشهرت سيفك المتلظلظ في وجه الموت : "و لتكن الانتخابات أو لا تكون"
"الشجاعة شيء يحدث عند الحرب" كما قال علي بن أبي طالب، و ليست تشدق المولين يوم الزحف في صالونات الديوثة...
كانت أسمى بنت أبي بكر تجلس على صخرة ، تتفرج على تدريب ابنها الصغير (عبد الله بن الزبير) ؛ حمل عليه مدربه بسيفه ، فنادى الصغير "سيفي قصير يا أماه"، فقالت له : "عوض عن ذلك بخطوة إلى الأمام" : ليس لولد احمين اعمر جيش ليقاتل العسكر .. ليس له حزب يهدد بإنزاله إلى الشارع ، لكن له شجاعة التعويض عن كل ذلك بخطوة إلى الأمام و قد عرف كيف يخطوها بإصرار ذات النطاقين و شجاعة ابن الزبير ...
سترون حتما أن وعيد ولد احمين اعمر نافذ لأن ولد عبد العزيز و ولد الغزواني لا خيار لهما : إما أن يفوزا في انتخابات في قبضة المستحيل و إما أن يذهبا إلى السجون ما تبقى من الحياة بما ارتكباه من جرائم في حق هذا الشعب...
كل المؤشرات تؤكد اليوم أننا نتجه إما إلى الاستسلام لعدالة ظلم الهوارة و إما إلى مواجهته بغضب شعب لم يتركوا له بدا من المواجهة...
كانت رسالة العمدة ولد احمين اعمر من الأعماق ، كما تفيض الكأس حين يغمرها الزبد .. كما تتمرد النفس حين يحاصرها الظلم و القهر .. كما يقف الشرفاء حين تنتهك الأعراض و تداس الكرامة و تسد الأفاق..
قسما لن يهزموك لأنك باق حتى لو قتلوك .. قسما لن يناموا بعد اليوم لأنك حطمت حاجز الخوف الذي كانوا يختبئون خلف وهمه ..
لك أنت وعدنا لأنك وحدك من يستحقه
لك أنت قبعاتنا و هدير صيحات استعدادنا
لك أنت دموع يتامانا و أنات فقرائنا
و لك أنت .. لك أنت طول العمر