ماذا تركوا لنا غير العصيان المدني / سيدي علي بلعمش

خميس, 05/23/2019 - 00:12

بدأت روائح التزوير تفوح من كل شيء و بدأت تزكم الجميع: استغلال طائرة الجيش، حجز بطاقات الناخبين، شراء الذمم ، تعيينات مجلس الوزراء، تدشين المشاريع الوهمية، توزيع الوعود الكاذبة في آخر أيام عزيز ...
الأخطر في هذا كله هو أن الأمر يبدو و كأنه لا يعني أي أحد و لا أي جهة : الجميع يصم الآذان و يغمض العيون :
ـ صرا خ المتضررين ، لا يصل مسامع لجنة تزوير الانتخابات و محلفيها الذين ضربوا عرض الحائط باليمين ، كما كنا ننتظر و نحذر بالضبط : مصالح المرتزقة فوق دينهم و أمانتهم و وطنيتهم
ـ لا مبالاة القضاء و المجلس الدستوري و الأجهزة الأمنية و عدم إحساسهم بأي قدر من المسؤولية اتجاه وطنهم و شعبهم ، لا يحمل جديدا فهكذا دأبهم منذ عرفناهم جميعا...
لقد أوضح أستاذ القانون الدولي لو غورمو عبدول في مقاله "ضربة انتخابية قاضية يتم تحضيرها"، كل تفاصيل الجريمة ، مشيرا إلى أن عبارة "استخدام وسائل الدولة" تم تجاوزها بشوط كبير ليحل محلها "استخدام الدولة نفسها" وزرائها و ضباطها و إداراتها الإقليمية و طائرات جيشها و صهاريج الكيروزين التابعة لجيشها (...)
و ما زال العمدة الثائر ولد أحمين اعمر يصرخ (ناصحا و متوسلا و محذرا من تفجير وضع طفح كيله ) متعقبا كل حالة بالتسجيلات الصوتية و الفيديوهات المسكتة ؛ و لا عين رأت و لا أذن سمعت ...
لقد خرج الوضع عن السيطرة ؛ لا أمل في عدول العصابة عن التزوير و لا منطق لدخول المعارضة في انتخابات محسومة النتيجة مسبقا . فماذا نخفي عن أنفسنا اليوم؟ و ماذا ننتظر من وضع هذه هي حقيقته الكاملة المعلنة للجميع و المعاشة مع كل لحظة تمر ؟
المطلوب من مرشحي المعارضة اليوم واضح و بسيط :
ـ الاجتماع في أسرع وقت لتقييم الوضع و اتخاذ الإجراءات المناسبة ...
ـ تقديم شروح وافية عن الوضع للعالم أجمع (الأمم المتحدة و الاتحاد الأوروبي و أمريكا و المنظمات الدولية المتخصصة و المهتمة )
ـ الحذر من إشراك أي جهة عربية أو إفريقية لأنها جهات غير مؤتمنة و غير حرة و غير نزيهة مع الأسف و مرتشية كلها ، حتى الشخصيات العربية و الإفريقية التي تحتل مناصب دولية كبيرة يجب الحذر من إشراكها ؛ فما زلنا نتذكر دور تينيت وبن حلي و العمامرة في اتفاق داكار و ما زلنا نتذكر شهادة بن شمباس قبل أيام عن بطولات عزيز الدولية و مكانة موريتانيا العظمى بين الأمم الراقية...
ـ تشكيل لجنة أزمة ، مخولة و مؤتمنة و بها كفاءات حقيقية قادرة على إقناع العالم و تحريك الشارع
ـ الاستعداد التام لفرض تنظيم الانتخابات في وقتها من دون تزوير و لا استغلال لوسائل الدولة و إداراتها و جيشها و أمنها ...
ـ إعلان روح التحدي في حقنا غير المنقوص في انتخابات نزيهة و شفافة
ـ حل لجنة تزوير الانتخابات و توبيخ متملقيها و تشكيلها على الأسس التي يحددها القانون من دون مراوغات و لا مساومات...
ـ التعامل مع العصابة كشريك غير نزيه و غير مؤتمن فرضته ظروف مشوهة لا نقبل استمرارها...
ـ إعلان الاستعداد للدفاع عن حقنا في تنظيم انتخابات نزيهة و شفافة ...
ـ إعلان الاستعداد للعصيان المدني في حال عدم رضوخ العصابة لما تمليه نصوص الدستور و القوانين...
ـ تحميل العصابة ـ أمام العالم ـ مسؤولية كل ما يحدث بسبب إصرارها على اختطاف إرادة شعب لم يعد يقبل استمرارها و لم يعد يتحمل بقاءها...
رمضان كريم