"طائر الشجرة" / سيدي علي بلعمش

خميس, 05/23/2019 - 23:31

الفساد ملة واحدة يتساوى الداخل فيه بلا نسب و الخارج منه بلا سبب. لقد أكدت التحولات التي تعيشها بلادنا اليوم أن لا حدود بين الإصلاح و الفساد لدى مجتمعنا: الخارجون منه لا يتذكرون ماضيهم و الداخلون فيه لا يخجلهم مستقبلهم.
رجال على مستوى الأمانة و المسؤولية اجتماعيا و ثقافيا و سياسيا ، ناضلوا طويلا ضد الفساد و الظلم و الحيف و القهر و التزوير و الرشوة ، يتسابقون لدعم أسوأ مرشح في تاريخ البلد من دون أي وعود منه بالإصلاح في أي مجال بل يتسابقون لتأييد من يعرفون جيدا ماضيه و يكرر على آذانهم صباحا و مساء "لا تلزموني بما لم أتوعدكم به. أنا مرشح عزيز و استمرار لنهجه بكل وفاء لأربعين سنة من الزمالة والحميمية "
تذرعوا بوعود من محض خيالهم ؛ أن الرجل مصلح و منقذ للبلاد و يسعى إلى التغيير و القطيعة مع الماضي الكارثي لجماعته و هو يصرخ بينهم "تشرفت بحضور السيدة تكبر بنت ماء العينين .. و أنا على وعدي و عهدي (و أعرف معنى العهد) لاستمرار نهج أخي و زميلي رئيس الدولة السيد محمد ولد عبد العزيز" !!!
أما لهؤلاء من ناصح و لا مذكر و لا محب ، يفيقهم على غرابة وسخرية ما يقولون ؟؟
بدأت العصابة مبكرا اقتحام معركة التزوير و استغلال الدولة و وسائلها و شراء الذمم و ما زال غزواني محل ثقتهم و قناعتهم بأنه رجل الإصلاح الأوحد و الخيار الأمثل !!!
"ما لكم كيف تحكمون" ؟
لو لا معرفتنا الواسعة بحقيقة إنسان هذه الأرض و قدرته الفائقة على الهروب من مسؤولياته و تبريرها بما هو أقبح من كل ذنب ، لكنا اليوم جميعا في مستشفى الأمراض العقلية ، لكنكم تذكروننا ها هنا الآن أن ما تعيشه موريتانيا أعمق و أوجع مما يتصوره الجميع..
لن نتملص من واجبنا المقدس : سنظل نحنو على "مسكيننا" و نعالج مريضنا و نؤازر منكوبنا و نتفهم ضعيفنا : تحتاجكم العصابة اليوم لتلوين أكاذيبها .. تحتاجكم للهيمنة على رفاقكم في النضال .. تحتاج كذبكم اليوم لتأكيد أنكم كنتم تكذبون .. تحتاج تأييدكم لتأكيد أنكم كنتم تمثلون ..
أنتم الآن زعماء حقيقيون لأنكم خرجتم من معركة البقاء إلى معركة الوجود .. لأنكم خرجتم من أكاذيب المعارضة إلى التوجيهات النيرة لفخامة الرئيس ..
من يأسف على فقد أمثالكم لا يفهم معنى القوة و من يستبشر بقدومكم لا يفهم معنى الضعف...
فكونوا أينما شئتم يا "طائرة الشجرة" ..