
لم يستطع ولد عبد العزيز يوما أن يؤمن بأنه رئيس جمهورية فكانت عبقريته في وفائه لمهنة "الهنتات" من على منصة القيادة..
كان قائدا عظيما و موهوبا و محظوظا في تدمير الدولة و تزوير المستندات و تطوير نهج الفساد و كان موهبا أكثر في اختيار رجال مهمته : ولد أتاه ، ولد أجاي (بروايير)، ولد اشروقة ، ولد عبد الفتاح ، محافظ البنك المركزي ، السلحفاة العمياء أمربيه ربو الذي حول الحالة المدنية إلى أكبر مؤسسة تجارية في البلد فأصبحنا نشتري أوراق انتمائنا إلى بلد يبيعها لكل من يدفع من دون أي فرق...
ـ "تأبط نهبا" إعصار مدمر حول موريتانيا إلى بقايا مأساة خالية على عروشها تذروها الرياح ..
كان يتأبط دوما دفتر كوميستيوهاته و مذكرة معاملاته الإجرامية ..
كانت عقلية النهب تسري في دمه و بالعودة إلى ممتلكاته التي لا يمكن أن تحصي خمسها مهما كان قربك من دوائر النهب، تجد أنه إنسان مريض : ينهب من أجل أن ينهب و يغمض عيونه حين ينهب ؛. لا يتجاوز كبيرة و لا صغيرة و لا عليه من ممكن و لا مستحيل : مدرسة الشرطة، المطار القديم، الشيخ الرضا، سونمكس، إينير، المساعدات الأمريكية، مشروع الشكر، صناديق كومبا با، إكراميات إيريك والتير ، إرساليات احميدة ولد بشراي ...
لا يوجد أي مشروع مربح في البلد إلا و له منه نصيب و لا تمر صفقة في البلد من دون أن يدفع له "مقدما" نصيب منها و جباية مستمرة عليها ..
القانون في دولة "تأبط نهبا" (الرئيس الأعلى للقضاء)، يدين كل منافس و كل معارض و يبرئ كل شاهد زور على نزاهة فخامته و كل متواطئ مع نهبه : وزراء و مدراء مهمتهم الوحيدة هي تنظيم عمليات النهب و تبريرها و تنفيذها .. مشاريع كبرى لم تر النور ، كان الهدف منها قتلها في المهد للاستحواذ على مخصصات كذبتها المصممة على المقاس.. مؤسسات كبرى تم إعدامها لإخفاء آثار نهبها .. تم فتح بنوك لتبييض الأموال و خطوط إئتمان وهمية لامتصاص عمولة السوق .. تم إنشاء عملة جديدة للانقضاض على ممتلكات من غطسوا في الرمل في انتظار مرور إعصار تأبط نهبا .. "بيعت" بلوكات و المدارس العتيقة و الساحات العمومية و مقرات الجيش و الشرطة و الملاعب، بأسماء مستعارة و شخصيات مستعارة لتعود ملكياتها جميعا للأسرة من دون دفع أي فلس ..
اسمان كنا نحتاج إلى عشر سنين من البحث المضني لاكتشافهما : "تأبط نهبا" لولد عبد العزيز و "البروايير" (آلة طحن الصخور) التي أطلقها ولد اللله على فارس شلخة لحمير ولد أجاي.
"تأبط نهبا"، ظاهرة تدميرية أفزعت العالم أجمع ، وصل انتشارها شقق المغرب الفاخرة و أبراج دبي و قصور فرنسا و شاليهات إسبانيا الناعسة، و بزحف عنكبوت سكرى و مهارات ضب ضل جحره بحمام المدرسة رقم 2 في لكصر.. كارثة ابتلى الله بها بلدنا ، جاءت على الأخضر و اليابس و قيض لها أبناء لهذا الوطن بلا ضمائر، طحنوا شعبهم بلا رحمة و حولوا بلدهم الآمن إلى عرين لعتاة الجريمة المنظمة و مرتع للدعارة والمخدرات..
اليوم تقف موريتانية باكية في قبضة هذه العصابة ذات الأجندة الشيطانية، مستصرخه شبابها الأبي و شعبها البريء : وا خجلاه .. وا أسفاه !!!
تصويب :
معذرة لتأبط شرا ، فقد كانت حركة الصعاليك الأوائل أنبل و أجمل و أعز نفوسا و أجدر بالاحترام و التقدير و كان عروتها الخالد من أكرم العرب و أنبلهم و أحرصهم على القيم و الأخلاق : يكفي أن جاهليتهم كانت أنبل من إسلام تأبط نهبا و عصابة أشراره و التابعين و تابعيهم الجدد من خوارج المعارضة و أنصار الخراب.