سياسة الأرض المحروقة تدار من البنك المركزي / سيدي علي بلعمش

أحد, 05/26/2019 - 22:17

تعيين عزيز ولد الداهي محافظا للبنك المركزي كان إحدى أكبر جرائم تأبط نهبا في حق هذا البلد المستباح: حامل شهادة عادية في المعلوماتية ، صاحبها غير موهوب، يعين على رأس المؤسسة المسيرة لاقتصاد البلد التي عرفت بصرامة النظم و كفاءة العمال و جدية التسيير.
لم يكن الشاب المغمور يصلح إلا للفساد و الإفساد و سنعرف بعد تسلم مهامه أنه لم يكن يراد إلا له..
أصبح في عهده محافظ البنك المركزي الموريتاني يسافر في مهام يلتقي فيها و يجتمع مع مدراء أقسام و مصالح موفدين من قبل نظرائه و المصيبة أنه كان دونهم جميعا كفاءة و خبرة و لا تشفع أي مهمة له بتقرير عنها لأنه لا يترك المهمة لأصحاب الاختصاص و لا يستطيع القيام بها على أكمل وجه و غير مستعد للتخلي عن تعويضاتها لغيره.
لا يتخلى ولد داهي عن أي مهمة خارجية لغيره لا لأهميتها و لا لبساطتها و لا لضيق و ضرورة التخصص في مجالها و تماما مثل سميه الذي عينه في هذه الوظيفة الأكبر منه، لا يشرك ولد داهي رأيا و لا يتجاوز فلسا حتى في المعاملات البسيطة حد التفاهة.
ما وصل إليه وضع البنك المركزي اليوم ، لم يعد يمكن السكوت عليه :
ـ أطر البنك يعيشون حالة ذهول من كثرة أوراق العملة الجديدة المزورة (كل الفئات)، و المحافظ يمنع أي تصرف تجاه ذلك ؟؟؟
ـ كل أطر البنك أصبحوا يشعرون بالذنب بسبب التغطية على حالته الكارثية : "تجاوز الأمر حدود التحفظ الوظيفي" هذا ما يقوله الجميع .
ـ كل 24 ساعة يسافر ولد داهي بنفسه إلى ازويرات في طائرة خاصة لأخذ نصيب موريتانيا من الذهب التابع للبنك المركزي، و حتى هذه اللحظة لا توجد أونصة ذهب واحدة في البنك المركزي من هذا النصيب الذي ظل مثل الخرافة؛ يتكلم عنه الجميع و لا من رآه قط : و لمثل هذا بالضبط عين تأبط نهبا قريبه في هذه الوظيفة غير المستحقة.
ـ وضع ولد داهي يده على كل المؤسسات التي تقدم خدمات للبنك، من النظافة إلى تقديم الخبرات الكبرى ليكون وحده المستفيد من المعاملات القذرة معها و ليصبح أكثرها له و لمقربيه دون غيرهم و دون المرور بأي مسطرة تنظيمية و لو شكلية..
ـ و في حين يعيش عمال البنك المركزي هذه الحالة غير المسبوقة من التذمر و الاحتقار و الاحتقان، اتخذ ولد داهي قرارا بخفض رواتبهم إمعانا في تحدي النظم و القوانين و احتقار الجميع..
ـ لا يعترف ولد داهي بمناديب العمال في المؤسسة و لا يلتقيهم و لا يعترف بأي حق لهم لا في ممارسة عملهم و لا في الدفاع عن حقوقهم..
غدا (الاثنين) قد يكون يوما مشهودا في موريتانيا ، إذا نفذ عمال البنك المركزي الموريتاني تهديدهم بالإضراب العام ؛ لا لأن عمل البنك سيتوقف، لأنه متوقف فعليا منذ زمن طويل، لكن طوفانا من الفضائح سيغمر الساحة الإعلامية إذا تكلم هؤلاء العمال عن ما يحدث من فساد و إفساد داخل هذه المؤسسة المسؤولة عن تسيير اقتصاد بلد كامل.