اكسروا حاجز التحدي ينتهي كل شيء / سيدي علي بلعمش

اثنين, 06/03/2019 - 14:49

العنوان العريض اليوم للأزمة الموريتانية لم يعد إجراء الانتخابات في موعدها و لا تزويرها : ستنظم الانتخابات في موعدها و سيتم تزوير نتائجها في حدود 50% ليفوز غزواني في الشوط الأول بنتيجة بين 51 و 61% حسب المقرر ، بعد رفض ولد عبد العزيز فوزه بنسبة 67% التي قدمت له في الأسبوع الماضي من قبل لجنة التزوير.
العنوان الكبير اليوم و المهم هو كيف ستتم مواجهة هذه الجريمة ؟
على الشعب الموريتاني اليوم أن يطمئن أولا على أن هذا الأمر لن يمر بأي معجزة ؛ لا ببراعة التزوير و لا بالقوة القهرية و لا بإرادة فرض أمر الواقع. من المهم اليوم أن يتأكد الجميع من ذلك.
نحن الآن أمام احتمالين، قد يتحولا في النهاية إلى احتمال واحد إذا اتجهت الأمور إلى منزلق الفوضى أثناء عملية الاقتراع و هو أمر محتمل ، لا يمكن توقع نتائجه لأنها محكومة بطبيعة المنزلق. أما الاحتمالان القائمان فهما :
1 ـ أن تستطيع المعارضة تشكيل آلية ضغط مخيفة و محكمة تردع المستغَلين في عملية التزوير؛ أولا على مستوى اللجان و ثانيا على مستوى الجمهور المستغَل في عملية التزوير. و هذا يتطلب أولا تشكيل لجنة رقابة موحدة من قبل مترشحي المعارضة، تغطي جميع مكاتب التصويت مهما كان بعدها و توحيد آلية الاحتجاج على التزوير و اعتبار أي تجاوز لما تنص عليه القوانين يلزم حتما بالإحالة إلى إعادة التصويت و الفرز في أي مكتب. كما يتطلب تعبئة الشباب على القيام "بدوره" يوم الاقتراع
2 ـ إعداد خطة محكمة من قبل مرشحي المعارضة لتسجيل كل التجاوزات من دون أي احتجاج و تبيينها للعالم بعد رفض النتيجة و التوجه إلى ميادين المواجهة. و هذا يتطلب اولا اختراق لجان العصابة و هو أمر سهل و اختراق جمهورها و هو أسهل و اختراق قيادتها و هو أمر حاصل مسبقا حسب علمي .
في كل الحالات ستكون هذه المواجهة ساخنة و في كل الحالات ستكون إرادة الشعب المنتصر الأوحد في هذه المعركة مهما أخذت من قت و مهما كلفت من تضحيات . و إذا وفقت المعارضة في صنع آلية محكمة لاتخاذ القرارات المناسبة في الأوقات المناسبة دون تردد، ستكون أنجزت مهمتها على أكمل وجه و حدت من الوقت و الخسائر بما ينهي الأزمة في أقرب وقت.
و الحقيقة التي يتجاوزها الجميع هي أنه ـ عكس ما يردده بعض المثبطين ـ لا يوجد شيء أضعف من من تواجهونهم اليوم : لا يجمعهم غير الخوف و لا يعتمدون على غير الاستخفاف بالخصم . فاصرخوا "كفى" في وجوههم و كونوا صخرة أمامهم ينتهي كل شيء من تلقاء نفسه.