
ندخل الآن في انتخابات يدرك جيدا مرشحو المعارضة أن نتائجها محسومة مسبقا بتزوير فاحش ، سيكون أفظع من تزوير الاستفتاء على الدستور الذي شهد العالم أجمع أنه لم يحظ بمشاركة 1%.
نعم، دخول مشرحو المعارضة في انتخابات يدركون بما لا يدع مجالا للشك أنها ستكون مزورة أمر مريب . نعم هو أمر مريب بالفعل . لكن، تأكدوا جيدا أن أخطر ما في هذا التزوير هو أن يستطيعوا بالفعل أن يجعلونا نشك في صدق و وفاء مرشحينا.
لقد قررت المعارضة أن تشارك في هذه الانتخابات التي يفوح التزوير الفاضح و المكشوف من كل شيء فيها. و عليها هنا إما أن :
ـ تقاطع، باتهام أن الانتخابات سيتم تزويرها (و هذا هو رأيي)
ـ تشارك لتثبت أن الانتخابات تم تزويرها
و قد اختارت الحل الثاني.
هذا كل ما في الأمر ؛ قد نختلف معها في هذا الخيار أو نتفق، لكن تأكدوا أن ليس من بينها خائن و لا متواطئ و لا غير واعي بكل كبيرة و صغيرة في ما يحدث.
فما هو الفرق بين الخيارين ؟
ـ الخيار الأول مطلب جماهيري و الثاني قرار سياسي يتحمل المترشحون فيه ـ بالفعل ـ رسم و قيادة المسار . و هذا ما يجب أن نحملهم اليوم كامل مسؤوليته بلا تشكيك و لا تخوين و لا ما دون ذلك .
الخيار الأول فعال لكنه قد يقود إلى فوضى لا يمكن توقع مداها . و الخيار الثاني يعطي بعض التحكم و التنظيم لكنه يحتاج إلى توحد الرؤى و الجهود و هو أمر صعب الآن و سهل بعد عملية التزوير لأنه لن يترك خيارا أمام المترشحين و الفاعلين.
إذا توفق قادة حملات المترشحين (اللجنة المشتركة على وجه الخصوص) في اتخاذ قرار انظلاق الشرارة في الوقت المناسب سينتهي كل شيء خلال ساعات: لا نبحث عن إبرة في البحر ؛ كل شيء واضح و فاضح ، يجب أن تكون هناك حزمة من الأوامر جاهزة و كاملة و مراحل معدة و مدروسة لكل شيء. و إذا فعلوها بعد تفرق الناس و تراجع حماسها سنخسر كل شيء. يجب أن يكون انطلاق الشرارة مع أول حالة تزوير يتم اكتشافها و يجب تحذير المستغَلين من الآن بخطورة اكتشاف استغلالهم لأنهم بذلك قد يعرضون حياتهم لغضب شعب لم يعد يستطيع أن يتحمل أكثر.
هذا ما يجب التنبيه إليه.