
مع بداية حكم المجرم الانقلابي المتمرد عزيز ، باعترافه السخيف "خلعنا الرئيس فخلعناه"، كنت أحذركم جميعا في المعارضة و الموالاة و الأغلبية الصامتة و المهمشة ، من تولي عصابة بلا أخلاق و لا ثقافة و لا أمان و لا رحمة ، بقيادة جاهل حقير، مصاب بعقدة الدونية، مهووس بحب المال و النفوذ ، لأمور البلد و العبث بالقوانين و الأخلاق و نهب البلاد و احتقار أهلها..
كان الكثيرون يعيبون كلامي و يصفونه بغير المتحضر و غير المسؤول ، معتبرين أنه لا يليق في حق "فخامة رئيس الجمهورية و الرئيس الأعلى للقضاء و القائد الأعلى للقوات المسلحة"
كان البعض يصفني بالحاسد و الحاقد مستهجنين أسلوبي غير "المتحضر" ..
و كنت أسألهم، ماذا تسمون اللص في قاموسكم المتمدن؟ .. ماذا تسمون الحقير في قاموسكم المتحضر؟ .. ماذا تسمون الجاهل الطائش في قاموسكم الثقافي؟ .. ماذا تسمون الهمجي العربيد في قاموسكم الديمقراطي؟ ماذا تسمون الكذاب في قاموسكم الدبلوماسي؟
الحكم قضية كبيرة لا يمكن أن يتولاه إنسان بلا ثقافة و لا أخلاق و لا طموح و لا دوافع و لا قضية و لا أي خلفية اجتماعية ..
اليوم يتجاوزني الجميع (حتى في ما يسمونه "الأغلبية" مجازا أو مزاجيا على الأصح) في إطلاق مثل هذه النعوت على اللص عزيز و يقول لي الجميع أنت وحدك من يعرف عزيز .. أنت وحدك من لم يخدع يوما بأكاذيبه و حيله ..
و سأقول لكم اليوم إن صنوه غزواني سيجر موريتانيا إلى مأساة أكبر من مأساة عزيز ، لا بسوء نيته قطعا و لا بجهله لما تحتاجه موريتانيا و لا بحقارة عزيز و لا حقده على المجتمع و إنما بضعفه عن مواجهة ما يتربص بها من مؤامرات خارجية و داخلية ، رماها ولد عبد العزيز في أتونه و ربط مصيرها بالمضي على خطاه المدمرة في طريقه المسدود: لا أشك في حسن نية الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله لكن ضعفه هو ما أوقع موريتانيا في ما تتخبط فيه اليوم من ويلات و هو أفضل و أقوى و أتقى بكل تأكيد من ولد الغزواني..
ليس من بين المعارضة اليوم قطعا و لا من بين الناس العاديين من ينتظر أن يعدل المجلس الدستوري الأسوأ ألف مرة من لجنة تزوير الانتخابات : ما كنت شخصيا أتوقعه و أتفهم أو أتوهم أن المعارضة تسعى إليه بعد دخولها في انتخابات بلا أي ضمانات شفافية ، هو أن تنزل إلى الشارع بعد طرد أي مراقب لها أو مع ظهور أي حالة تزوير مهما كانت بساطتها و أن تنزل بغضب في أول وهلة لإلغاء الانتخابات ، لا أن ترد بهذه البرودة المؤسفة ، لتبرر نجاح مرشح العصابة و ديمقراطية نهجها و تصبح "المعارضة و التزوير و المؤامرة الخارجية" موضع تترب الجميع و استهجان الجميع و تندر الجميع ...
من لا يعرف القبض على اللحظة لا ينبغي أن يمارس السياسة ..
انتظار نتائج لجنة تزوير الانتخابات قرار صحيح في وقت خطأ ..
انتظار إنصاف المعارضة على يد المجلس الدستوري قرار مضحك و حل من لا يلوح له حل في أي أفق ..
المعارضة في الخارج هي التي منعت ترشح ولد عبد العزيز و يعرفها هو حتى لو أنكرها ألف مرة و المعارضة في الداخل هي من تتحمل كامل مسؤولية تعيين خلفه و ظله ولد الغزواني..
يبطش فيكم ولد عبد العزيز : مسيلات الدموع، الهراوات، الاعتقالات، الدبابات في الشوارع ، قطع الاتصالات ، التنكيل بكل من يتكلم ، تجريم التظاهر، تحريم كل مباح ، ثم يتهمكم بالعنف و التآمر مع الخارج ..!
معارضة يتم تزوير الانتخابات أمام أعينها بكل الطرق و بأبشعها وقاحة و تبجحا و تجلس في انتظار الترخيص لاحتجاجها ، ليست معارضة بأي معنى إذا لم تكن محاولة مسرحية في بدايات تجربة فاشلة..
عصابة ولد عبد العزيز هي وحدها المتهمة بالعنف و بأسباب العنف و بالميل إلى العنف و باستثمار العنف: ما يحدث في موريتانيا اليوم هو بالضبط ما يسمى بإرهاب الدولة ..
و في الأخير، سيعرف غزواني أنه استلم هدية مرة من ولد عبد العزيز و سيعرف من ذهبوا في ركبه أملا في التخلص من ولد عبد العزيز ، و هم صادقون (ندرك جيدا أن الجميع يبغض ولد عبد العزيز) ، أنهم مخطئون.. و حين يحاولون أن يجعلوا شرخا في علاقتهما ، سيتضح لهم أن غزواني هو من ستتم تصفيته : هناك الآن من يعتقدون أنهم حجزوا مقاعد أكيدة في الصف الأمامي من دولة ولد غزواني:
حين وصل ولد عبد العزيز إلى الحكم ، كان هناك أمثالكم بالضبط ممن خابت آمالهم من قادة الحزب الجهوري ، حين تفاجؤوا بتشكيل عزيز لدولته؛ وزراء و ولاة و حكام و مدراء مؤسسات و سفراء و قناصل، من الصف الثالث من الحزب الجمهوري و حرم أصحاب الصف الأول من أي تعيين و جعل أصحاب الصف الثاني في الطابور الخامس..
لعنة ولد عبد العزيز تتجاوز كل ما تتخيلونه : ستدركون جميعا أنكم أخطأتم في حق أنفسهم أما خطؤكم في حق الوطن فلا يتكلم عنه إلا معتوه مثلكم : أنتم سياسيا أبناء الشوارع ، ليس من بينكم ابن شرعي للوطن.