الجزائر تستدعي السفير الموريتاني لمدة 4 دقائق (تقرير)

ثلاثاء, 04/28/2015 - 09:29

الحقيقة (الجزائر) – أعلنت وزارة الخارجية طرد دبلوماسي موريتاني من الجزائر، ردا على سلوك مماثل صدر عن نواكشوط التي طردت الدبلوماسي بلقاسم شرواطي من بلادها، بعدما اتهمته بالوقوف وراء مقال صحفي زعمت أنه “يزعزع” علاقاتها مع المغرب. وتنتظر الجزائر توضيحات بشأن أسباب طرد دبلوماسيها.
نقلت وكالة الأنباء الجزائرية، أمس، عن مصدر من وزارة الخارجية، أن “السلطات قررت طرد دبلوماسي موريتاني، يحمل نفس رتبة الدبلوماسي الجزائري بلقاسم شرواطي المستشار الأول لسفير الجزائر بنواقشط”. وأوضح المصدر أن “السفير الموريتاني في الجزائر تم استقباله، أول أمس الأحد، بمقر وزارة الخارجية لمدة 4 دقائق، قصد إبلاغه قرار الجزائر، وذلك في إطار مبدأ المعاملة بالمثل”.
ويأتي طرد الدبلوماسي الموريتاني، محمد ولد عبد الله، بعد أيام قليلة (الأربعاء الماضي)، من سلوك مماثل أقدمت عليه موريتانيا بطرد المستشار الأول بسفارة الجزائر في نواقشط بلقاسم شرواطي، في أعقاب اتهامه بالوقوف وراء مقال نشر بالصحيفة الإلكترونية الموريتانية “البيان”، حيث اعتبرت أنه يسيء لعلاقات موريتانيا الخارجية، ويسعى للنيل من علاقاتها وتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.
وتنتظر وزارة الخارجية الجزائرية من نظيرتها الموريتانية توضيحات “مجدية” عن الأسباب التي دفعتها إلى طرد الدبلوماسي بلقاسم شرواطي، المستشار الأول لسفير الجزائر في نواقشط، لاسيما وأن الخارجية وصفت قرار طرد شرواطي بـ”غير المفهوم”، وذلك في أعقاب اتهامه بـ”محاولة تسميم علاقات موريتانيا الخارجية مع جارتها الشمالية المغرب، وذلك بوقوفه وراء مقال صحفي يتهم المغرب بإغراق موريتانيا بالمخدرات”.
والملاحظ في برقية وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، أن السفير الموريتاني في الجزائر تم استقباله لـ4 دقائق فقط، وهي رسالة من الجزائر عن “غضبها” لطرد موريتانيا الدبلوماسي الجزائري، بحكم أن القرار لم يراع الأعراف الدبلوماسية، ولم يبلغ بصفة رسمية للجزائر، حسب مصدر من الخارجية. ومعلوم أن الرد في مثل هذه الحالات، يُلجأ للتعبير عن “الاستنكار” إلى تخفيض درجة الشخص المكلف باستقبال السفراء.
فالمادة 9 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لسنة 1969، تنص على: “للدولة المعتمد لديها في أي وقت وبدون ذكر الأسباب، أن تبلغ الدولة المعتمدة أن رئيس أو أي عضو من طاقم بعثتها الدبلوماسية أصبح شخصا غير مقبول، أو أن أي عضو من طاقم بعثتها (من غير الدبلوماسيين) أصبح غير مرغوب فيه، وعلى الدولة المعتمدة أن تستدعي الشخص المعني أو تنهي أعماله لدى البعثة، وفقا للظروف، ويمكن أن يصبح الشخص غير مقبول أو غير مرغوب فيه قبل أن يصل إلى أراضي الدولة المعتمد لديها”.
من جانبه، أفاد مدير الاتصال والناطق الرسمي لوزارة الخارجية والتعاون الموريتانية، السفير محمد السالك إبراهيم، في اتصال هاتفي مع “الخبر”، أمس، “أن الحادثة الدبلوماسية وإن كانت عادية ويمكن توقع حدوثها، إلا أنها مؤسفة جدا، وتحاشينا التصريحات الرسمية من أجل تفادي حدوث تطورات قد تسيء إلى العلاقات الطيبة التي تجمع الجزائر وموريتانيا”.
وقال السفير محمد السالك إبراهيم إن “الحادثة نتمنى أن تُحصر على نطاق ضيق، وتكون غمامة صيف عابرة، فمنذ أسبوع كنت في الجزائر رفقة وزيرة الخارجية الموريتانية ووفد من إطارات الوزارة، لبحث سبل التعاون بين البلدين، لأتفاجأ بهذا التطور، وكنا مضطرين إلى عدم التصريح رسميا حول الموضوع لكي لا يأخذ أبعادا أخرى”.
وأوضح السفير أن “الدبلوماسي المطرود محمد ولد عبد الله، وهو ضابط في الجيش الموريتاني، عاد إلى نواقشط عبر العاصمة السينغالية داكار، وقد تفهم قرار السلطات الجزائرية التي تعاملت بالمثل مع طرد بلادنا دبلوماسيا جزائريا، لكن المهم بالنسبة إلينا أن تعود الأمور إلى نصابها، والقيادتين في كلا البلدين تتفهمان الموضوع وتعملان على تجاوزه”.
ويقرأ الدبلوماسي وسفير الجزائر في إسبانيا سابقا، عبد العزيز رحابي، لـ”الخبر”، أسباب طرد الجزائر دبلوماسيا موريتانيا ردا على سلوك مماثل، قائلا: “أعتقد أن صاحب قرار الطرد في موريتانيا كان حريصا على نشوب أزمة دبلوماسية بين البلدين، فسحب دبلوماسي من دولة يكون تدريجيا، ويكون دون الإعلان عنه، حرصا وحفاظا على عدم توتر العلاقات”.
وعن تفادي التصريحات الرسمية من كلا البلدين، يوضح رحابي: “الجزائر كانت حريصة على التعامل بالمثل مع الطرد، لكن بتفادي التصعيد، وهو عكس ما حدث في الجانب الموريتاني”.
وعلى ضوء هذه “الحساسية المفاجئة” في العلاقات بين موريتانيا والجزائر، تحتضن العاصمة الموريتانية نواقشط، اليوم، اجتماعا للدورة الخامسة لمجلس وزراء الداخلية بدول اتحاد المغرب العربي، ويرتقب مشاركة وزير الداخلية الجزائري، الطيب بلعيز، في ظل حساسية تخيم على العلاقات بين البلدين جراء الأزمة الدبلوماسية الطارئة.
الخبر الجزائرية+الصحراء