
الفساد تقال لنظام ولد الطائع : نفخ الفواتير ، المحسوبية، الوساطة، الزبونية، التحايل الضريبي، صفقات التراضي (بتشريع إداري متحايل) السكوت عن بعض الممنوعات لمقربين، هيمنة الأقارب على الاقتصاد، توزيع الإدارة بين القبائل.......
أما ما فعله عر فهو ما يسمى بالضبط "أتهنتيت" ببدائية الهنتات و تخلفه و بشاعته و غبائه و غلظته : أي أن تغزو مكانا ، تدمره بلا رحمة و "تسوق" ما فيه أمام أعين الجميع و لا تبالي بقانون و لارقابة و لا متابعة.
لقد عاش عر طفولة محرومة ، قاسية و ظلت عقدة فقر أسرته تكبر مع الوقت ، نتيجة تربيته الفاسدة (لقد عشنا و لله الحمد أمراء في محيطنا الأسري الفقير و لم نشعر يوما بأي درجة حرمان)
تعاطت عر موجات الحياة القاسية : مساعد ميكانيكي (آبرنتي ميكانيكي) ، آبرنتي شاحنة ، سائق ، فراش (بلانتوه) . كان عدم أمانته سبب طرده من كل هذه الوظائف التي كانت بالنسبة له بمستوى الحلم.
زور عر أوراق موريتانيا ، مدعيا أنه مولود في أكجوجت . و قد ولد سينغاليا في دارومستي و دخل الابتدائية بأوراقه السينيغالية . و ينص الدستور الموريتانيا على إجبارية أن يكون المتقدم للرئاسة مولودا موريتانيا .
زور عر شهادة مدرسية دخل بيها الكلية العسكرية (في فترة تساهل الجيش بسبب حرب الصحراء)
حمل عدة ألقاب، أشتهر بكل منها في فترة من عمره : محمد جينك، محمد تيي، رئيس الفقراء، عر .
بعد أيام سيخرج عر من القصر الرمادي بعدما تمرغ في كل شيء و دمر كل شيء و نهب كل شيء على طريقة "الهنتاتة" الأوائل.
وصمات العار التي تركها عر على وجنة حياة الموريتانيين هي بكل تأكيد و بكل خجل ربط كل رموز دولتهم بتاريخه الشاذ :
على الشعب الموريتاني ، جميع الشعب الموريتاني، أن يفهم اليوم أنه لا يحق لأي منا أن يتنازل عن رموز الدولة.
يجب أن يفرض الجميع رفع علمنا الوطني و عزف نشيدنا الوطني لحظة التسليم. و إلا فلا علاقة لنا بالمسلم و لا بالمستلم و لا بعلمهما و لا بنشيدهما.
عملية تغيير العملة و إعادة كتابة تاريخ البلد التي كلف بها ولد محم مجموعة من المزورين بالتعاون مع منظمة تزوير المقاومة ، ستكون معاركا تحتاج وقتا أوسع.
لا يفهم عر رمزية العملة الموريتانية .. لا يفهم أنها رمز لثورة خالدة ما زال كل مثقفي غرب إفريقيا بعد خمس و أربعين سنة، يطالبون حكوماتهم بالقيام بمثلها.
و ستثبت الأيام قريبا أن تغيير العملة مثل تغيير اسم تكيبر وراءه طوفان من جرائم التحايل كاملة الأركان.
أنتظر شخصيا و أتمنى من كل قلبي و أدعو جميع الموريتانيين ، إلى مطالبة جيشنا برفع علم دولتنا الوطني و الوقوف لنشيدها ليلة زفافها و إلا لكان من حقنا أن نسميه بالحفل الجنائزي.
ليس من العار أن يهزمنا عر في معركة لنا أسباب الحفاظ على وحدة بلدنا التي ظل يتلاعب بها، في ابتلاع مرارتها. إن العار كل العار أن نرضى باستبدال رموز دولتنا برموز عار حكمه ؛ تلك هي الهزيمة التاريخية المخجلة.
هل يفعلها جيشنا أم أن مليشيات عر هي الحقيقة الباقية؟
يا قادة جيوش موريتانيا .. يا عقلاء موريتانيا .. يا أبناء موريتانيا الأوفياء ، لا نخفيكم أننا أصبحنا جميعا نشك و نشكك في رجولتكم .. في غيرتكم على الوطن .. في قدرتكم على التحدي
فلتكن هذه الثورة الرمزية تكفيرا لكل أخطاء العشرية المشؤومة .. لخجلها .. لمرارتها .. لاحتقارها لشعبنا الطيب..
ماذا بقي من الوطن لتغاروا عليه؟
ماذا بقي منه لتفوا له؟
ماذا و كم من ماذا تلوح في خجلنا الواجم؟