غزواني الأولويات و سقف التوقعات... بقلم الهيبه ولد الشيخ سيداتي

اثنين, 07/22/2019 - 18:12

بعد أسبوع أو يزيد قليلا، سيتسلم محمد ولد الغزواني مقاليد الحكم في البلاد كأول قائد أركان يصل الى السلطة في هذه البلاد عن طريق الانتخاب.
يستلم السلطة والبلد بحاجة للشروع في أولويات عدة تتزاحم في مربع الأولوية، وهي – على العموم - معروفة مشهودة، ولا تحتاج الكثير من البسط والشرح.
أولها، وأولاها بالاستعجال، وأكثرها تردادا على ألسنة الناس، وأحوالهم ما يتعلق بالتعايش في هذه البلاد، ومحاربة الظلم والغبن الذي عاشته فئات واسعة من سكانها، في لكصور وآدوابه، وكذلك التصدع الحاصل عموديا في الوحدة الوطنية بسبب بعض السياسات الرسمية، والممارسات السائدة منذ فترة من حكم هذه البلاد وقد كانت نتائج المرشح الفائز في بعض مناطق الضفة ونواكشوط أبلغ رسالة له لاستعجال حلول تُطمئن الجميع أن الوطن يسعهم، ويسمع أناتهم ومعاناتهم.
وثانيها: مزاحمة لأولاها، تتعلق بالتعليم المتدهور الذي يتسلم غزواني سدة الحكم على وقع النتائج الصادمة لعشرات الآلاف الشباب الذين سدت أمامهم المستقبل تعليما وتوظيفا، بفعل التردي في التعليم، والقيود التي وضعت للترشح الباكالوريا للتخفيف من صدمة تدني نسب النجاح.
إن خطر ما في هذا الأمر، ليس التردي في التعليم الذي أوجد هذا الانهيارات في نسب النجاح، بل في الحلول التي وضعت والتي تهدف لحرمان الشباب من التعليم واستمرار محاولة الباكالوريا.
يحتاج غزواني أن يتخذ قرارا صارما في مفتتح العام الدراسي يقنع بجديته في إصلاح التعليم، فلا مستقبل لبلد بلا تعليم، ويجب أن يشمل هذا الحل أركان العملية التربوية الثلاثة إصلاحا وإشراكا (المدرسين - التلاميذ وظروفهم -الأهالي ومسؤولياتهم).

ثالثا: العدالة في توزيع الثروة، في بلد مصدر الثراء الحصري فيه صفقات الدولة، تحتاج السلطة فيه لخلق توازن عادل يسمح بالولوج المتكافئ العادل لصفقات الدولة دون تمييز ولا تحيز، فأغلب رجال الأعمال الداعمين دعموا لأهداف تجارية، وأولوية غزواني الآن هي الفصل بين الرئاسة والتجارة بعد فترة من التلاقي خاصة في ظل ثروات غازية مراقبة، تحتاج صرامة تمنعها من أن تتبدد في جيوب المقربين لتعم فائدتها.
الأولوية الأخيرة، وهي ملاك كل ما سبق وحاضنته، تتعلق بما أسماه غزواني في برنامجه "المناخ السياسي الهادئ"، يحتاجه البلد وتحتاجه خطط الإصلاح والتنمية، فالاستقرار السياسي، وعدم التأزيم من أسباب التفرغ للتنمية في بلد لم تنشغل نخبه منذ فترة الا بالمناكفات السياسية والتأزيم.
إن أخطر ما سيواجه غزواني هو سقف التوقع المرتفع منه، فأغلبيته تتوقع أسلوبا مختلفا يقوم على التشاور والإشراك، ومعارضوه يتوقعون حوارات وهدوءا، واللاحقون الجدد بأغلبيته ينتظرون إشراكا وانصافا، والمواطن ينتظر تخفيضا لأسعار وتحسينا لظروفه المعيشة والشباب ينتظر حلولا عاجلة تنتشله من البطالة والهجرة.
هذه التوقعات المرتفعة ستتزاحم مع تلك الأولويات لتشكل ضغطا غير مسبوق على الصورة التي ستنطبع عن الرجل في أيام حكمه الأولى، فإن لم يتخذ خطوات سريعة وصارمة لتقديم بدايات حلول خلال المائة يوم الأولى من حكمه ستتبدد الصورة الإيجابية للتوقعات.