
كان ولد أماه رجلا ثائرا و عمدة جسورا في زمن صعب ، كانت الوسائل فيه محدودة و الطموحات على حجمها ، فأصر أن يترك معلمة في بلديته تمثلت في دوار جميل (بمقاسات زمنه) بمبالغ متواضعة اقتطعها بشق النفس من ميزانية بلديته المتواضعة. فأطلقوا عليه "صگعة ولد أماه" . كان ولد أماه سريع الغضب و الانفعال لكنه كان يملك حس المسؤولية و باع المزاج الاجتماعي ؛ فكان يرد عليهم بظرافته المعهودة و مزاحه المبطن بالحقيقة : "أنتم لا تسحقون إلا ما يفعله بكم "هؤلاء" " ...
و في 29 من يوليو 2019 ، دشن تأبط نهبا حديقة عامة في قلب العاصمة بفاتورة 6 مليارات أوقية (كما يقال) ، يقدر أصحاب الاختصاص ما تم فيها من أعمال بحدود فاتورة 150 مليون أوقية ، بحسابات مريحة تضع نفخ الفواتير و بقية آثار التحايل و الفساد في الحسبان. كانت قصة "تمريغة عر " لا تزال على كل لسان ، لا سيما بعد حالة الجنون التي يعيشها تأبط نهبا في سباق مع الزمن للاستيلاء على كل ما تبقى في البلد. فعاد "رجل الشارع" بعد غياب طويل ليحضر مراسيم التدشين و ليطلق عليها اسم "حديقة عر" . و لأن تأبط نهبا لا يملك مسؤولية ولد اماه و لا باعه الاجتماعي ، فلم يجد سوى أن يقول بانفعال الحمقاء : "أنتم لا تستحقون إلا ما أفعله بكم" ..
و بين "لا تستحقون إلا ما يفعله بكم هؤلاء" و "لا تستحقون إلا ما أفعله بكم" ما بين فاتورة الدكتور ولد أماه المقتطعة من ميزانية بلدية فقيرة و "تمريغة عر" بفاتورة 6 مليارات ..
هنا تصبح صگعة ولد أمه "أنف الناقة" و حديقة عر "ناگة الراجل"
