
مداخلة حنفي ولد دهاه التي انتشرت بشكل واسع مساء أمس (حول تصريح عزيز بممتلكاته) كانت في منتهى الأهمية و الدقة لكن حنفي ركز فيها على الجوانب الفنية لطرق النهب أكثر من التركيز على ما تم نهبه و قد أشار إلى ذلك في بداية كلامه و علله بضيق الوقت . و إذا كانت 31 دقيقة و 21 ثانية من الكلام المختصر ، لا تكفي لحصر نهب ولد عبد العزيز فلا شك أن الأمر مهول . هذا الوقت كان كافيا لحصر نهب فرنسا لأفريقيا منذ الاستقلال حتى اليوم بالتفاصيل ، لكنه لا يكفي للحديث عن طرق نهب ولد عبد العزيز دون تفاصيلها.
الورقة التي قدمها عزيز للجنة لن تكون مقنعة إلا إذا كان كتب فيها : "لقد أخذت كل شيء" لكن ما الفائدة منها إذا كانت اللجنة نفسها من ضمن سرقات ولد عبد العزيز و تحايلاته و ترتيبات تبريراته .؟
ما كان باستطاعة هذه اللجنة استدعاء عزيز و إرغامه على تسجيل ممتلكاته و لا حتى استدعاء أي من وزرائه للإعلان عن ممتلكاتهم كما تنص القوانين لأنها ليست لجنة كشف حقائق و إنما هي لجنة تشويه حقائق، تماما مثل لجنة تزوير الانتخابات.
ما لا يعرفه الكثيرون هو أن حتى قول ولد عبد العزيز "لقد أخذت كل شيء" لا يحيط بنصف سرقاته لأن ولد عبد العزيز أخذ أشياء كثيرة غير موجودة : المديونية، مداخيل موريتانيا خلال ما بين 30 و 50 سنة قادمة من الصيد و المواني و المطارات (...) : لا شيء يمكن أن يصف نهب ولد عبد العزيز و احتقاره لأهل هذا البلد و لا شيء يمكن أن يصف بشاعة تواطؤ من جندهم لتبرير جرائمه و على رأسهم المجرم سيدي ولد التاه و الحقير ولد أجاي و ولد اشروقة و عزيز ولد الداهي و عبد الفتاح و كبار أجهزة القضاء. كل ممتلكات أهل غدة و أهل ودادي و افيل و علي ولد الدولة و محي الدين و الصحراوي و ولد امصبوع (ولد امصبوع ، ولد أمصبوع ، ولد امصبوع...) و تكيبر و أسماء و بدر (و غيرهم كثيرون) ، يجب حجزها و توقيف أصحابها حتى يعيدوا ما هربوا إلى الخارج و هو الأكثر و لأهم..
ما زلنا حتى اللحظة نأمل أن يتحمل الجيش مسؤولياته مساء اليوم من دون تأخير و من دون تردد : لن تحتاجكم موريتانيا أكثر من اليوم ؛ تذكروها جيدا