محمد الأمين ولد آبي ولد الشيخ الحضرامي...شهادة للتاريخ في حق رجل استثنائي

أربعاء, 09/18/2019 - 21:50

الحقيقة _أنواكشوط _اليوم أعلنت رئاسة الجمهورية عن تعيين معالي الوزير والسفير محمد الأمين ولد آبي ولد الشيخ الحضرامي مكلفا بمهمة في الرئاسة، وهو اختيار يعكس ثقة سامية في حق شخصية سامية واستثائية خاصة في أفق تحول جديد تشهده البلاد بعد تسلم رئيس الجمهورية المنتخب مهامه وتعيين حكومة جديدة وما يتطلبه ذلك من إجراءات وتوجهات واختيارات، يشكل اختيار الطاقم الرئاسي المعاون لرئيس الجمهورية أحد معالمها البارزة...
وعلى الرغم من أنه لم يسبق لي أن كتبت عن الشخصيات التي ربطتني بها علاقات في إطار العمل – مع تعددها وتميز بعضها- ، فقد وجدت أنه لا يمكن أن تمر هذه المناسبة دون أسجل انطباعتي على شكل شهادة للتاريخ في حق رجل أعتبره اسثنائي ومميز –مع أنه ليس في حاجة لمثل هذه الشهادة-،
لقد كان لي شرف التعرف المباشر على معالي الوزير وسعادة السفير محمد الأمين آبي، عندما تم تعيينه سفيرا لبلادنا بالمملكة المغربية في شهر ديسمبر 2017، و كنت قد بدات العمل في السفارة قبل ذلك بسنة تقريبا ولم يكن وقتها يوجد بها سفير...
مع وصول سعادة السفير ومباشرته لمهامه وبحكم العمل اليومي معه في بعض الملفات بدأت أتعرف على شخصيته التي تختلف كثيرا عن ما يمكن ان يحصل من انطباع لدى من لا يعرفه عن قرب، ـ فالرجل قمة في الأخلاق والتواضع والبساطة، بل لا أبالغ إذا قلت بأنه "كتلة" قيـــم مجتمعة ، لقد تعلمت منه شخصيا الكثير والكثير، وجمعتني به مواقف لا تنسى تظهر الجانب الأخلاقي الرفيع والحس الإنساني المميز..
إنه يعامل معاونية كزملاء، ويمدهم بالثقة والمساندة، يأخذ بآرائهم قبل التصرف في الملفات المسندة إليهم ولا أذكر انه طلبا يوما من أحد أو مني على الأقل العدول عن ما نراه صوابا في شان الملفات الموكلة لنا، بل كان يؤكد ذلك ويدافع عنه،
أذكر مرة أنه عاتب أحد الأشخاص ممن لهم علاقة به عندما حاول التقليل من شأن أحد أعضاء الطاقم قائلا له: "يا فلان أنا حد في مجلسي ما يسمي معاونيين إطلاقا"؛ كما انه لا يقبل الوشاية او التقول على الآخرين وكثيرا ما سجلت له مواقف من هذا القبيل، فعندما يهم أحدهم بالتعريض بأي شخص خاص من معاونيه او العاملين معه يصرف عنه النظر ويغير الموضوع فورا في رسالة كيسة بانه لا يقبل ذلك التصرف... وهو بذلك يقضي على الوشاية والـــ"التلحاك"..
في يوميات عمله يبدأ سعادته بجولة في المكاتب للسلام على الطاقم ومجالستهم ، ثم اللقاء بمراجعي السفارة ومعرفة طلباتهم ومشاكلهم ثم يقوم بتوجيههم بشكل مباشر للمصالح المعنية مت توصياته بتسهيل مهامهم وكان للطلاب الحظ الوافر من هذه العناية والاهتمام.... وكثيرا ما كان يسال بعضهم " ذا الراجل المتعدل منهو؟"
كان سعادة السفير يستضيف المستشارين بانتظام في إقامته العامرة ويخدمهم بنفسه يسقبلهم ويودعهم بباشة وترحيب، وعلي أن اعترف بأنني كنت شخصيا اشعر بالخجل والحرج في كل مرة يقف لتوديعي حتى مدخل الإقامة بالرغم من فارق السنة والوظيفة....
ذات ليلة في رمضان الماضي بعد صلاة التراويح اتصل بي سعادته بعد الإفطار ليطلب مني التوجه فورا إلى السفارة من أجل إصدار وثيقة مرور لطالبة فقدت جواز سفرها وكانت ستسافر صبيحة اليوم الموالي، لتجد نفسها في ورطة كبيرة لا تعرف كيف تتخلص منها في هذا الوقت القياسي، مع حالة الإرباك والخوف التي كانت تعيشها ، اقترحت عليها زميلات لها من جنسيات أجنبية التوجه إلى إقامة السفير التي لا تبعد كثيرا من معهدهن ..قالت لهم بان ذلك لن يجدي فهي لا تعرف السفير ولا يعرفها ولن تفلح في الوصول إليه...
بعد الحاح زميلاتها وبمرافقتهن توجهت إلى الإقامة وطرقت الباب.. عندما أُبلغ السفير عنها خرج إليها بنفسه واستفسر عن وضعيتها..بعدها استدعى سائقه الشخصي وامره بان يذهب بها بسيارة السفارة وينتظر حتى استكمال مهتمها ليوصلها وجهتها..... تفاجئت الطالبة حد البكاء فرحا وتفاجئت زميلاتها من هذا التصرف النادر... وكن يسألن فعلا هل هذا هو السفير؟ ومن أين لكم بمثل هذا الرجل...( الإنطباع السائد لدى بعض المواطنين بأن المسؤول السامي شخص غير عادي وليس من السهل الوصول إليه)....
لقد تشرفت بالعمل مع رجل هادئ وصبور يخدم بلده بصمت وتواضع ويحب الخير للجميع..
أتمنى له المزيد من النجاح في مهامه الجديدة، وفعلا بأن رئاسة الجمهورية (بيت صناعة القرار) ستكون محظوظة بوجوده ضمن طاقمها على جانب الشخصيات الأخرى التي لها حظها من التجربة والكفاءة.