
إخوتي أخواتي السلام عليكم و رحمة الله و بركاته سأحاول أن اتبادل معكم بعض المعلومات التاريخية عن إمارة مشظوف التي لم تحظى بالكتابة الكافية من لدن الكتاب و الباحثين الحديثين بالرغم مما نالته من لدن العلماء و المؤرخين السابقين و من صيت في ربوع البلاد بل و محيطها ذلك لنفض الغبار عن بعض من تاريخ الأمة الموريتانية العظيمة حيث نشأت هذه الإمارة في الحوض على أنقاض إمارة أولاد امبارك الذي كان مجالها الجغرافي يمتد جنوبا إلى الحدود المالية و شمالا إلى حدود تيرس و تكانت و غربا إلى ازرافية في لعصابة و شرقا تيرس و مالي و ذلك في منتصف القرن الثامن عشر ميلادي على يد الأمير الراحل احمد محمود ولد احمد ولد المختار ولد امحيميد الملقب بي ادد هاتك الدول والتي اطلقت عليه حسب الروايات ان الولي الصالح الشيخ محمد فاضل قال انها مكتوبة على جبينه و الدليل على صدق العبارة هو أن هذا الأمير سار بقبيلته من تكانت التي كانت مستقرا لهم بعد قدومهم من تيرس و أدرار بسبب الجفاف ذلك بعد أن رفض دفع لغرامه و وصاية إمارة ادوعيش و في طريقه إلى الحوض لم تعترض له قوة إلا و غلبها حتى وصل للحوض و طلب من أمير أولاد امبارك آنذاك البقاء إلا أن هذا الأخير قبل ذلك بشروط قاسية على مشظوف و التي رفضها الأمير احمد محمود مما أدى إلى نشوب المواجهة بينهم هذه المواجهة التي أدت إلى تغلب مشظوف على أولاد امبارك الشيء الذي جعل الأمير الكفية ولد بوسيف يختار الرحيل إلى اخواله في تكانت لأنه لا يقبل لنفسه البقاء في أرض لا يبسط سيطرته عليها .
و تتميز مشظوف بكثرة عددها و عتادها حيث يصل عدد فروعها أي افخاظها إلى 54 موزعة على ثلاث مجموعات هي المحمية و لوليدية و لحمنات و لكل مجموعة جيشا متكاملا لا يقل عن 3000 فارس بخيولها و جمالها و عتادها .
و كان قاضي الإمارة العلامة و الفقيه الغني عن التعريف محمد يحي الولاتي كما كانت الإمارة محاطة باسر من الشرفاء و الزوايا قدموا مع الأمير احمد محمود كانوا له سندا في الاستشارة و الدعم ومن بينهم اهل سيدي عالي ولد الشرفه و اهل الطلبة و اهل عبدي من مسومة ... الخ
وقد عرفت إمارة مشظوف بالعدل و الدفاع عن السكان و ممتلكاتهم مما أعطاها صيتا على جميع المستويات و من الأدلة على عدلها قول العلامة سيدي عبد الله بن الحاج ابراهيم رحمه الله عنها أنه لم يرى من العرب أعدل بعد الصحابة من أمراء مشظوف أهل امحيميد و من الأدلة على الدفاع عن البلاد هو وفاة أحد امراءها و هو محمد المختار ولد محمد محمود الذي توفي إثر معركة مع بعض المغتصبين الذين هاجموا مدينة ولاته وأخذوا بعض قطعان الإبل لبعض الساكنة و حين أخبروه بذلك تبعهم فورا و قد تمكن من رد الإبل إلا أنه في عودته غدره أحد المغتصبين الذي اختبأ له في الطريق ليباغته بطلقة مما أدى إلى استشهاده مدافعا عن ارض و سكان الإمارة و قد تأمر بعده أخوه اعل ولد محمد محمود الذي عرف بالتدين و الزهد و الحكمة و الكرم و هو صاحب المقولة الشهيرة : الدرجه مخلوكت رفه يغير الدرجه قربت فيل ما يكد حد ايحشلفه و لي حشلفه يوقد في السيل. و قد تأمر بعده إخوته الأمراء المعروفين بالشجاعة و العدل و الإحسان كل من احمدو و المختار و سيدي امحمد أبناء محمد محمود ولد احمد محمود ولد احمد ولد المختار ولد امحيميد
و قد كان في هذه الإمارة رجالا وطنيين قاوموا الإستعمار و من ابرزهم الشيخ ولد عبدوك و اخوته و منهم منهم من اشتهر بالفتوة مثل محمد المختار ولد اعل المعروف في لغن بولد تارمبه و الشيخ محمد الأمين ولد سيدي امحمد و مختاري ولد سيدي عالي و سيدي ولد الطلبة رحمهم الله جميعا و غيرهم كثر لا يسمح المجال لذكرهم و منهم من شارك في تأسيس و بناء الدولة الموريتانية أمثال حمود ولد احمدو رئيس البرلمان الموريتاني المعروف بحنكته و قوة شخصيته و الزعيم بياكي ولد عابدين رئيس حزب النهضة المعروف بوطنيته و صدقه حيث كان معروفا بقول الحق و لو على نفسه و بمب ولد سيدي بادي رجل الأعمال الشهير و المعروف بمشاركته في بناء الإقتصاد الوطني من خلال إنشاء شركات للانتاج الوطني المحلي .