لماذا نفكر بالمنفعة الفردية بدل المصلحة العامة؟ بقلم سيدنا عالي ولد المصطفي

لكي لا تذهبوا بعيدا أعلن أنني أقصد بالسؤال أعلاه بني بلدي من الموريتانيين عموما ومبعث السؤال هو فرضية ذهنية لها الكثير من الأدلة الواقعية على تصدر مبدأ المنفعة الضيقة للمبادىء التي توجه افعالنا وتقود تصرفاتنا في موريتانيا فأغلب الموريتانيين ذوي نزعة فردية ضيقة جدا تبحث عن المنفعة العابرة لهم كأفراد دون إعطاء المصالح العامة لهم كمجموعة أي أهمية مما ولد خللا بينا يستطيع الجميع مشاهدة انعكاساته على الدولة والمجتمع والحياة العامة

كلنا ينفعل يوميا ويشعر بالغضب الشديد ويشتم وربما يكسر بعض الأغراض فقط بسبب التصرفات الخاطئة للآخرين حوله كسائق سيارة الأجرة الذي يتوقف تعسفيا في وسط الشارع ليقل راكبا أو لينزل آخر غير آبه بالمساطر التنظيمية لشرطة المرور أو صاحب الدكان وهو يبيعه مواد منتهية الصلاحية أو ربة المنزل وهي تسكب الأوساخ خارج منزلها على الشارع العام أو السياسي وهو يتملق السلطة او المدرس وهو يتكاسل عن دوره بسبب الساعات الحرة التي يقبض مقابلها

فعلا كلنا معه حق في استنكار تلك الظواهر وحتى في الغضب تجاهها لكن أينا يستطيع أن يثبت من خلال حياته أنه مغاير لمن ينتقدهم؟! أينا؟! أعتقد أن من هو مغاير ليس موريتانيا أو موريتاني من صنف منغرض أو موريتاني يعيش خارج سربه وحتما ستتحول حياته إلى جحيم بسبب أنه يسير في مواجهة تيار جارف من العادات والمسلكيات وسيبدوا في المنظور الجمعي لنا لا محالة إنسانا شاذا وكائنا غريبا يثير السخرية والشفقة وسيعيش قطيعة مع محيطه

لكن ألا يثبت ذالك أننا جميعا على خطأ سواء في مسلكياتنا الشاذة والهدامة التي ننتهجها أو في تناقضنا مع أنفسنا وشعورنا بالغضب الشديد تجاه مسلكيات الآخرين التي نقوم بها نحن دون أن نشعر بتأنيب الضمير تجاهها!! هل يمكن أن نقرأ ذالك في سياق آخر خارج أن منظومتنا القيمية مصابة بمرض خطير يحتاج علاجات قد تؤدي إلى إستئصال أجزاء منها أو تبديلها بأعضاء أخرى من خارجها وهل نحن فعلا مستعدين لتحمل العلاج أم نفضل أن نترك الوجع ينخر فينا؟

إننا كمواطنين لموريتانيا عندما نفكر في مواضيع الصالح العام نتفق جميعا لكننا عندما نمارس حياتنا نشارك جميعا في في تدميرنا ذاتيا بتصرفاتنا الأنانية الضيقة التي تبحث بنهم فقط عن تحقيق مصالحها بغض النظر عن أي شيء آخر يدعم أو يبني المصلحة العامة كلنا يرمي الاوساخ ويتوقف بشكل تعسفي بسيارته ويزاول الكزرة والوساطة ويركن إلى القبيلة ويخضع لقيمها البديلة عن الدولة وكلنا عندما يناقش تلك المواضيع يتحول إلى شخص آخر غريب عنه ومناقض له

السلام عليكم