الحقيقة / أنواكشوط / طرق مسامعي نبأ الفاجعة التي ألمت بكم وببيتنا وبأهل بوتلميت وباترارزه قاطبة. ولدت الوالدة والأخت الكريمة عايشه بنت ابراهيم اخليل، رحمها الله، في أعز بيوت ساكنة الصحراء الكبرى، فهي سليلة أمراء الجنوب والشمال وما بينهما. أما ارتباطها ببيتنا فحدث ولا حرج، فهي حفيدة - على وجه الخصوص - سيد احمد ولد ابراهيم اخليل وامحمد ولد الخليل. لم تتخلف أبدا المرحومة عايشه عن مشهد من مشاهدنا : لقد كانت حاضرة عندما توفي الشيخ سليمان بداكار وعندما شيع في بوتلميت، وكانت حاضرة كذلك عند الحادث الذي تعرضت له البنت نور وأسرتها، وبقيت حاضرة إبان مقامهم في المغرب للعلاج. كانت المرحومة عايشه حافظة لود آبائها الكرام مع والدي وأعمامي وعمي الأكبر وأجدادي.
وفي هذا الصدد، أذكر ما كانت تتمثل به دائما، وذلك أن والدتها الخيرية رحمها الله طلب منها أمراء وشيوخ آدرار وزمور أن تفاضل لهم بين احتفال بوتلميت وأطار بمناسبة زيارتي ديغول لهاذين الإقليمين، فأجابت بأن أهلها في زمور وآدرار أبدعوا بالطبع لكنهم لم يأتوا بعبد الله ولد الشيخ ! الوالدة والأخت الكريمة عايشه بنت ابراهيم اخليل رحمها الله كان لها من الشهامة والصلابة والكرم والعزم والحزم والوفاء بالعهد ما لم يجتمع إلا نادرا في غيرها ممن عرفتهم أو قرأت عنهم أو سمعت بهم. وبمغيبها أفلت إحدى شموس العزة والوفاء، تغمدها الله برحمته الواسعة وبارك في أبنائها وبناتها ومدّ في عمر السيد الشهم مالوكيف الذي كان ولن يزال بإذن الله قامة عالية من رجالات الفكر والسياسة وعزة النفس وقَيْلا من سادات الصحراء الكبرى، كما كان أجداده من قبله منذ وصولهم إليها من جزيرة العرب.
حفظكم الله ورعاكم ورحم موتانا وموتاكم وإنا لله وإنا إليه راجعون،،،
عبد الله بن سليمان