
الحقيقة / نواكشوط / قيل إن النائب المنتخب لا يفصل بينه مع نسيان المجمع الانتخابي، سوى الدخول تحت قبة البرلمان ، حيث ينتقل من ممثل للشعب إلى عامل للحكومة ، وتتسع ظاهرة تجاهل مطالب الناخب والمصلحة العامة لتصبح ثقافة لدى معظم المنتخبين في موريتانيا.
ويُثير تجاهل المنتخبين لمتطلبات ناخبيهم جدلا حول مهمة البرلمان الموريتاني ، ينضاف إلى تجاهل الحكومات المتعاقبة للمشاكل الاساسية التي تشكل عقبة حقيقية في طريق التنمية ورقي المجتمعات .
وغالبا ما تتناقض الرؤى بين المنتخبين تارة حول المصلجة العامة ، وتنسجم في الغالب مع توجهات الحكومة بشكل اعمى ، حيث تتباين الآراء ، "وكل إناء بما فيه ينضح".
وقد شكلت مداخلة النائب فاطمة منت خطري في نقاش احدى الميزانيات السابقة ، ابرز واقعة ماثلة أمام أتساع تباين ثقافة القطيعة بين المنتخب والناخب ، وتجاهل المنتخبين لمصالح المجمع الانتخابي ، والتبعية العمياء للحكومة دون الاخذ بعين الاعتبار المشاكل الحقيقة التي تلامس حياة المواطن والمصلحة العامة للبلد.
ففي مداخلتها بمناسبة نقاش للميزانية بالبرلمان ، قالت النائب منت خطري، إن الغاية والهدف من أي سياسة تنموية هو الانسان، وأضافت ان التمويلات التي شهدت زيادات كبيرة في الاستثمار بالسنوات الاخيرة ، لا يمكن أن يكون لها معنى ، إذا لم ينعكس صداها على المستوى المعيشي للمواطن الموريتاني في حياته اليومية ، واصفة لما سوى ذلك بالعمل العبثي.
واستعرضت منت خطري ابرز القطاعات الاساسية التي تعتمد عليها أي تنمية مستدامة يمكن ان تحقق اهدافها المنشودة.
وركزت النائب على قطاعي التعليم والصحة ، حيث أكدت أن لا تنمية حقيقة، قبل الرفع من المستويين الصحي والتعليمي والعناية بهما ، مشيرة إلى مشاكل حقيقة تواجه القطاع الصحي أبرزها انعدام الوسائل والمستلزمات الطبية ، والمشاكل المادية التي تعانيها المصادر البشرية بالقطاع .
واستطردت منت خطري نماذج حيه ، تشير إلى ضعف المنظومة الصحية للبلد ، حيث يلجأ بعض المواطنين إلى استئصال اورام بسيطة في المغرب وتونس ، بينما يلجأ المواطنون في الحدود الشرقية إلى العلاج في دولة المالي المجاورة.
وأشارت النائب منت خطري أن الارقام المقدمة بعيدة عن الواقع المعاش في البلد ، مستغربة تخصيص نسبة 1% فقط من الناتج الخام للصحة ، وهو تفسير مقنع لتذيُل موريتانيا ترتيب المنظومات الصحية العالمية ، حيث وصلت 155 من اصل 161 دولة.
ومع ما أثارت النائب من اولويات لا تقبل التأجيل ، فقد تم تجاهل المقترح ليس من طرف الحكومة فحسب ، بل من طرف النواب المفروض أنهم ممثلي الشعب والمدافعين عن مصالحه العامة .
ومهما يكن من أمر فإن ثقافة تجاهل مشاكل الناخب ، وغياب همومه تحت قبة البرلمان، أصبحت ثقافة نيابية بامتياز ، تدعمها اعتبارات أخرى أبرزها الولاء للسلطة التنفيذية.