ماذا يقـــول الأديــبُ *** للشـمـس حيـن تـغـيـبُ
أَلانبجاسِ القوافي *** من الغروب نصيبُ؟!
ودَّعتها يا ابْنَ عبدِي *** فأين منها الهبوب؟!
قد كان صوتك لحنا *** إليه تهفو القلوبُ
وفي عيونك ضوءٌ *** وفي حروفك طِيبُ
وفي ابتسامك غصنٌ *** من الرجاء رطيبُ
فكيفَ كسَّرت الريـــــــــــــــــــــــــــحُ غصنَهُ يا حبيبُ؟!
وكيف لا روضَ فيهِ *** لسُلوةٍ عندليبُ؟!
وكيف خاتلت القلــــــــــــــــــــــــــــــبَ أدمعٌ وندوبُ؟!
هل شاعرٌ مُذْ خُلِقْناَ *** في الأرضِ إلا غريبُ؟!
وإنَّ كلَّ غريبٍ *** لقارئيهِ نسيبُ
واهاً على لحظاتٍ *** من عُمْرنا لا تؤوبُ
أيامَ كانتْ أبو ظبــــــــــــي والزمانُ قشيبُ
الشعر يُومِي إلينا *** كَرْمِي لكم مُستجيبُ
فنعصر الخمر منه *** وللصِّغارِ الحُبوبُ
ويومَ بيتُكَ مأوَى *** للغارمينَ رحيبُ
ويوم كفُّكَ غيثٌ *** للمُجدبينَ خصيبُ
عسى الكريمَ إذا جئــــــــــتَه بذاكَ يتوبُ
عليكَ رحمةُ ربي *** فإنْ تَجُدْ لا ذُنوبُ
مضتْ فصوصُ التَّجلِّي *** وأنتَ فيهاَ الأديبُ
فلا مقامَ من الحر *** فِ بعدَهاَ سيطيبُ
تقول سائبةُ الأر ***ضِ إنَّ شعري كئيبُ
ومقلتيَّ بحارٌ ***وفي حشايَ لهيبُ
فقلتُ لا تعذلي مُثْـــــــخناً دهتهُ الخطوبُ
يبكي أخاً ظلموهُ *** ولليالي شحوبُ
لكنَّ في الأرضِ منأى *** وفي الخليجِ دروبُ
قد أكرمتهُ ديارٌ *** هلالُها لا يغيبُ
لها الفضائلُ دِرعٌ *** والمكرماتُ طُيوبُ
اليومَ ودَّعَناَ الشا***عرُ الأريبُ اللبيبُ
فهل نقول وداعاً*** أم اللقاءُ قريبُ؟!
الشاعر الشيخ ولد بلعمش